كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَيْحُونَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: " لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وُجِدَ فِي تَابُوتٍ لَهُ حُقٌّ وَفُتِحَ، فَإِذَا فِيهِ بِطَاقَةٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا: §إِذَا غَاضَ الْكَرَمُ غَيْضًا، وَفَاضَ اللِّئَامُ فَيْضًا، وَكَانَ الشِّتَاءُ قَيْظًا، وَكَانَ الْوَلَدُ غَيْظًا، فَاغْبَرَّ غَبْرٌ فِي جَبَلٍ وَعْرٍ، خَيْرٌ مِنْ مُلْكِ بَنِي النَّضِيرِ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، ثَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلًا سُؤَالٌ يُعْجِبُكَ، أَوْ يُعْجِبُكَ؟ فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِيُّ: «§قَدْ صَحَّتْ عِنْدَكَ الْأُولَى، حَتَّى تَشُكَّ فِي الْآخِرَةِ، وَهُوَ بِسُؤَالِكَ يُعْجِبُكَ»
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: " سَمِعَ رَجُلٌ رَجُلًا يَمْدَحُ أَخًا لَهُ فَقَالَ: §إِنْ كَانَ لَيْمَلَأُ الْعَيْنَ جَمَالًا، وَالْأُذُنُ بَيَانًا. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَعِدْ عَلَيَّ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، قَالَ: نَعَمْ أُعِيدُ عَلَيْكَ مِنْ غَيْرِ تَهَاتُرٍ مِنِّي، وَلَا نِكَايَةٍ لَكَ وَلَا تَزْكِيَةٍ لَهُ "
قَالَ: وَسَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: «§مَا أَحَدٌ يَنْجُمُ إِلَّا لَهُ مَنْ يَمْدَحُ وَيَذُمُّ. فَإِذَا لَمْ يَكُنْ بُدٌّ فَكُنْ مِنْ أَهْلِ طَاعَةِ اللَّهِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّسَائِيُّ، ثنا الرَّبِيعُ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: " وَقَفَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى رَبِيعَةَ وَهُوَ يَسْجَعُ فِي كَلَامِهِ فَأَعْجَبَ رَبِيعَةَ كَلَامُ نَفْسِهِ فَقَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ §مَا تَعُدُّونَ الْبَلَاغَةَ فِيكُمْ؟ فَقَالَ: خِلَافُ مَا كُنْتَ فِيهِ مُنْذُ الْيَوْمِ "
قَالَ: وَسَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: «§كَانَ رَبِيعَةُ يَلْحَنُ فِي كَلَامِهِ»
قَالَ وَسَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: «§مَنْ ضُحِكَ مِنْهُ فِي مَسَبَّةٍ لَمْ يَسُبَّهَا»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّسَائِيُّ، ثنا الرَّبِيعٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: «§إِذَا رَأَتِ الْعَامَّةُ الرَّجُلَ يُنَاظِرُ الرَّجُلَ فَأَعْلَى صَوْتَهُ وَجَعَلَ يَضْحَكُ مِنْهُ فَصُبَّ لَهُ بِالْقُلَّةِ»
قَالَ: وَسَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: فِي ذِكْرِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ يَبْكُونَ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ فَقَالَ: " §قَرَأَ رَجُلٌ وَإِنْسَانٌ حَاضِرٌ {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ} [محمد: 4] فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَبْكِي، فَقِيلَ لَهُ: يَا بَغِيضُ، أَهَذَا مَوْضِعُ الْبُكَاءِ؟ "

الصفحة 138