كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ رَمَضَانَ الزَّيَّاتُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: «§عَجَبًا لِمَنْ يَدْخُلُ الْحَمَّامَ ثُمَّ لَا يَأْكُلُ كَيْفَ يَعِيشَ. وَعَجَبًا لِمَنْ يَحْتَجِمُ ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْ سَاعَتِهِ كَيْفَ يَعِيشُ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ الْخَوْلَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، ثنا حَرْمَلَةُ، قَالَ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: «§عَجَبًا لِمَنْ تَعَشَّى بِالْبَيْضِ الْمَسْلُوقِ فَنَامَ عَلَيْهِ كَيْفَ لَا يَمُوتُ. أَوْ كَمَا قَالَ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ السَّبَايُّ، ثنا الرَّبِيعُ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَسْأَلُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِيهَا نَظَرٌ إِلَّا رَأَيْتُ الْكَرَاهَةَ فِي وَجْهِهِ، إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ»
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ سُفْيَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ بْنَ يَحْيَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ فِي رَجُلٍ يَضَعُ فِي فَمِهِ ثَمَرَةً فَيَقُولُ لِامْرَأَتِهِ أَنْتِ طَالِقٌ إِنْ أَكَلْتُهَا أَوْ طَرَحْتُهَا، قَالَ: «§يَأْكُلُ نِصْفَهَا وَيَطْرَحُ نِصْفَهَا»
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّيبَاجِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: ذَاكَرْتُ الشَّافِعِيَّ يَوْمًا بِحَدِيثٍ وَأَنَا غُلَامٌ، فَقَالَ: «مَنْ حَدَّثَكَ بِهِ؟» قُلْتُ: أَنْتَ. قَالَ: «فِي أَيِّ كِتَابٍ؟» قُلْتُ: كِتَابِ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: «§مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ كَمَا حَدَّثْتُكَ، وَإِيَّاكَ وَالرِّوَايَةَ عَنِ الْأَحْيَاءِ»
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الزَّيَّاتَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: «§مَنِ اسْتُغْضِبَ فَلَمْ يَغْضَبْ فَهُوَ حِمَارٌ، وَمَنْ غَضِبَ فَاسْتُرْضِيَ فَلَمْ يَرْضَ فَهُوَ حِمَارٌ»
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ فَهِدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: «§مَنِ اسْتُغْضِبَ فَلَمْ يَغْضَبْ فَهُوَ حِمَارٌ، وَمَنِ اسْتُرْضِيَ فَلَمْ يَرْضَ فَهُوَ شَيْطَانٌ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، ثنا أَحْمَدُ -[144]- بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَرَّاقٌ الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ، يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ: «§خَرَجْتُ إِلَى الْيَمَنِ فِي طَلَبِ كُتُبِ الْفِرَاسَةِ حَتَّى كَتَبْتُهَا وَجَمَعْتُهَا، ثُمَّ لَمَّا حَانَ انْصِرَافِي مَرَرْتُ عَلَى رَجُلٍ فِي الطَّرِيقِ وَهُوَ مُحْتَبٍ بِفِنَاءِ دَارِهِ، أَزْرَقَ الْعَيْنِ نَاتِئِ الْجَبْهَةِ سِنَاطٍ»، فَقُلْتُ لَهُ: «هَلْ مِنْ مَنْزِلٍ؟» فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: " وَهَذَا النَّعْتُ أَخْبَثُ مَا يَكُونُ فِي الْفِرَاسَةِ، فَأَنْزَلَنِي فَرَأَيْتُهُ أَكْرَمَ مَا يَكُونُ مِنْ رَجُلٍ، بَعَثَ إِلَيَّ بِعَشَاءٍ وَطِيبٍ وَعَلَفَ لِدَابَّتِي وَفِرَاشٍ وَلِحَافٍ فَجَعَلْتُ أَتَقَلَّبُ اللَّيْلَ أَجْمَعَ، مَا أَصْنَعُ بِهَذِهِ الْكُتُبِ إِذَا رَأَيْتُ النَّعْتَ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَرَأَيْتُ أَكْرَمَ رَجُلٍ فَقُلْتُ: أَرْمِي بِهَذِهِ الْكُتُبِ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قُلْتُ لِلْغُلَامِ: أَسْرِجْ، فَأَسْرَجَ فَرَكِبْتُ وَمَرَرْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ لَهُ: إِذَا قَدِمْتَ مَكَّةَ وَمَرَرْتَ بِذِي طُوًى فَاسْأَلْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ ". فَقَالَ لِيَ الرَّجُلُ: أَمَوْلًى لِأَبِيكَ أَنَا؟ قَالَ: قُلْتُ: «لَا». قَالَ: فَهَلْ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي نِعْمَةٌ؟ فَقُلْتُ: «لَا». فَقَالَ: أَيْنَ مَا تَكَلَّفْتُهُ لَكَ الْبَارِحَةَ؟ قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: اشْتَرَيْتُ لَكَ طَعَامًا بِدِرْهَمَيْنِ، وَإِدَامًا بِكَذَا وَكَذَا، وَعِطْرًا بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ، وَعَلَفًا لِدَابَّتِكَ بِدِرْهَمَيْنِ. وَكِرَاءَ الْفُرُشِ وَاللِّحَافِ دِرْهَمَانِ. قَالَ: قُلْتُ: «يَا غُلَامُ أَعْطِهِ». فَهَلْ بَقِيَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: كِرَاءُ الْبَيْتِ فَإِنِّي قَدْ وَسَّعْتُ عَلَيْكَ وَضَيَّقْتُ عَلَى نَفْسِي. قَالَ الشَّافِعِيُّ: " فَغُبِطْتُ بِتِلْكَ الْكُتُبِ. فَقُلْتُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ: هَلْ بَقِيَ لَكَ مِنْ شَيْءٍ " قَالَ: امْضِ أَخْزَاكَ اللَّهُ، فَمَا رَأَيْتُ قَطُّ شَرًّا مِنْكَ

الصفحة 143