كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ الْبُوَيْطِيُّ، وَهُوَ فِي السِّجْنِ: " §حَسِّنْ خُلُقَكَ مَعَ الْغُرَبَاءِ، وَوَطِّنْ نَفْسَكَ لَهُمْ؛ فَإِنِّي كَثِيرًا مَا سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، وَهُوَ يَقُولُ:
[البحر الطويل]
أُهِينُ لَهُمْ نَفْسِي وَأُكْرِمُهَا بِهِمْ ... وَلَا تُكْرَمُ النَّفْسُ الَّتِي لَا تُهِينُهَا "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْقَتَّاتِ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ كَتَبَ إِلَى الْبُوَيْطِيُّ: " أَنِ §انْصِبْ نَفْسَكَ لِلْغُرَبَاءِ، وَأَحْسِنْ خُلُقَكَ لِأَهْلِ خَاصَّتِكَ؛ فَإِنِّي كَثِيرًا مَا كُنْتُ أَسْمَعُ الشَّافِعِيَّ يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ:
[البحر الطويل]
أُهِينُ لَهُمْ نَفْسِي لِكَيْ يُكْرِمُونَهَا ... وَلَنْ تُكْرَمَ النَّفْسُ الَّتِي لَا تُهِينُهَا
وَأَنَا أَظُنُّ، أَنَّ هَذَا آخِرُ كِتَابٍ أَكْتُبُ إِلَيْكَ، وَذَلِكَ أَنَّكَ قَدْ كَتَبْتَ الْمُؤَامَرَةَ أَنْ أَدْخُلَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ صَدَقَتُهُ وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ مِنِّي فِي حِلٍّ إِلَّا رَجُلَيْنِ: خُوَيْلِدًا وَرَجُلًا آخِرَ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ، ثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، ثَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو يَعْقُوبَ الْبُوَيْطِيُّ، وَهُوَ فِي الْمُطْبِقِ §يَسْأَلُنِي أَنْ أَصْبِرَ نَفْسِي لِلْغُرَبَاءِ مِمَّنْ يَسْمَعُ كُتُبَ الشَّافِعِيِّ، وَيَسْأَلُنِي أَنْ أُحَسِّنَ خُلُقِي لِأَصْحَابِنَا الَّذِينَ فِي الْحَلْقَةِ وَالِاحْتِمَالَ مِنْهُمْ، وَيَقُولُ: " لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ الشَّافِعِيَّ كَثِيرًا يرَدِّدُ هَذَا الْبَيْتَ:
[البحر الطويل]
أُهِينُ لَهُمْ نَفْسِي لِكَيْ يُكْرِمُونَها ... وَلَنْ تُكْرَمُ النَّفْسُ الَّتِي لَا تُهِينُهَا "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: " §تَزَوَّجَ رَجُلٌ امْرَأَةً، لَهُ قَدِيمَةٌ. قَالَ: وَكَانَتْ جَارِيَةُ الْجَدِيدَةِ تَمُرُّ بِبَابِ الْقَدِيمَةِ، فَتَقُولُ:
[البحر الطويل]
وَمَا تَسْتَوِي الرِّجْلَانِ رِجْلٌ صَحِيحَةٌ ... وَرِجْلٌ رَمَى فِيهَا الزَّمَانُ فَشُلَّتِ
ثُمَّ تَمُرُّ بِهَا، فَتَقُولَ أَيْضًا:
وَمَا يَسْتَوِي الثَّوْبَانِ ثَوْبٌ بِهِ البِلَى ... وَثَوْبٌ بِأَيْدِي البَائِعِينَ جَدِيدُ "
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي -[149]- حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ «§نَهَى أَنْ يَسْتَنْجِيَ بِالرَّوْثِ وَالرِّمَّةِ» فَقَالَ: الرِّمَّةُ هِيَ الْعَظْمُ. وَرَوَى هَذَا الْبَيْتَ:
[البحر الطويل]
أَمَّا عِظَامُهَا فَرِمٌّ ... وَأَمَّا لَحْمُهَا فَصَلِيبُ

الصفحة 148