كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَمَضَانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ لَمَّا أَنْشَدْتُ ضُبَاعَةَ بِنْتَ فُلَانٍ الْقَيْسِيَّ:
[البحر الوافر]
أَلَمْ يَحْزُنْكِ أَنَّ جِبَالَ قَيْسٍ ... وَثَعْلَبَ قَدْ تَبَايَنَتِ انْقِطَاعَا
قَالَ: «§أَطَالَ اللَّهُ إِذًا حُزْنَهَا»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَعْمَرٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، قَالَ: «§لَمَّا طَعَنَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ رَجُلًا مِنَ الْخَوَارِجِ، فَصَرَعَهُ» قَالَ: فَوَثَبَ الْخَارِجِيُّ بِالسَّيْفِ أَوْ بِالرُّمْحِ - الشَّكُّ مِنْ مُحَمَّدٍ - وَهُوَ يَقُولُ:
[البحر الطويل]
وَإِنَّا لَقَوْمٌ مَا تَعَوَّدَ حَيُّنَا ... إِذَا مَا الْتَقَيْنَا أَنْ نَحِيدَ وَنَنْفِرَا
وَنُنْكِرُ يَوْمَ الرَّوْعِ أَلْوَانَ حَيِّنَا ... مِنَ الطَّعْنِ حَتَّى يُحْسَبَ الْجَوْنُ أَشْقَرَا
وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ لَنَا أَنْ نَرُدَّهَا ... صِحَاحًا وَلَا مُسْتَنْكَرًا أَنْ نُغَفِّرَا
قَالَ يَزِيدُ: فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَ مِثْلَهُ فَانْصَرَفْتُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيِّ بْنِ الصَّغِيرِ، بِمِصْرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: قَدِمَ الشَّافِعِيُّ بَعْضَ قَدَمَاتِهِ مِنْ مَكَّةَ فَخَرَجَ إِخْوَانٌ لَهُ يَتَلَقَّوْنَهُ، وَإِذَا هُوَ قَدْ نَزَلَ مَنْزِلًا، وَإِلَى جَانِبِهِ رَجُلٌ جَالِسٌ، وَفِي حِجْرِهِ عَدَدٌ فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ السَّلَامِ عَلَيْهِ قَالُوا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَنْتَ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَكَانِ؟ فَأَنْشَأَ يَقُولُ: «
[البحر الطويل]
§وَأَنْزَلَنِي طُولُ النَّوَى دَارَ عَوْنَةٍ ... مُجَاوَرَتِي مَنْ لَيْسَ مِثْلِي يُشَاكِلُهْ
تَحَمَّلْتُهُ حَتَّى يقَالَ سَجِيَّةٌ ... وَلَوْ كَانَ ذَا عَقْلٍ لَكُنْتُ أُعَاقِلُهُ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ السَّبَائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ، مَشَايِخِنَا يَحْكِي أَنَّ الشَّافِعِيَّ، عَابَهُ بَعْضُ النَّاسِ؛ لِفَرْطِ مَيْلِهِ إِلَى أَهْلِ الْبَيْتِ، وَشِدَّةِ مَحَبَّتِهِ لَهُمْ، إِلَى أَنْ نَسَبَهُ إِلَى الرَّفْضِ، فَأَنْشَأَ الشَّافِعِيُّ فِي ذَلِكَ يَقُولُ: «
[البحر الكامل]
§قِفْ بِالْمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى فَاهْتِفْ بِهَا ... وَاهْتِفْ بِقَاعِدِ خِيفِهَا وَالنَّاهِضِ
-[153]-
إِنْ كَانَ رَفْضًا حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ ... فَلْيشْهِدِ الثَّقَلَانِ أَنِّي رَافِضِي»

الصفحة 152