كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ، ثَنَا أَبُو الْفَضْلِ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: «§وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي أَوَّلِهَا فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ»، وَجِيءَ بِهِ حَمْلًا مِنْ مَرْوَ، وَتُوُفِّيَ أَبُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَلَهُ ثَلَاثُونَ سَنَةً فَوَلِيَتْهُ أُمُّهُ. قَالَ أَبِي: " وَكَانَ قَدْ بَعَثَ أَدَمًا لِي فَكَانَتْ أُمِّي رَحِمَهَا اللَّهُ تَصْبِرُ فِيهَا حَبَّةَ لُؤْلُؤٍ فَلَمَّا تَرَعْرَعَتُ، فَكَانَتْ عِنْدَهَا، فَدَفَعَتْهَا إِلَيَّ فَبِعْتُهَا بِنَحْوٍ مِنْ ثَلَاثِينَ دِرْهَمًا
قَالَ أَبُو الْفَضْلِ: " §وَتُوُفِّيَ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةٍ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلَ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ فَكَانَتْ سِنُّهُ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ سَبْعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً
قَالَ أَبُو الْفَضْلِ قَالَ أَبِي: " §طَلَبْتُ الْحَدِيثَ وَأَنَا ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً، وَمَاتَ هُشَيْمٌ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَأَوَّلُ سَمَاعِي مِنْ هُشَيْمٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ، وَكَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ قَدِمَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهِيَ آخِرُ قَدْمَةٍ قَدِمَهَا فَذَهَبْتُ إِلَى مَجْلِسِهِ، فَقَالُوا: قَدْ خَرَجَ إِلَى طُرْسُوسَ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ "
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُعَدِّلُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ أَيُّوبَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: «§أَتَيْتُ مَجْلِسَ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَقَدْ قَدِمَ عَلَيْنَا سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ»
§ذِكْرُ جَلَالَتِهِ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ وَنَبَالَتِهِ عِنْدَ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ، قَالَ: رَأَيْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يُصَلِّي فَجَاءَ إِلَيْهِ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَلَمَّا سَلَّمَ يَزِيدُ مِنَ الصَّلَاةِ الْتَفَتَ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الْعَارِيَةِ؟ قَالَ: مُؤَدَّاةٌ. فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: لَيْسَتْ بِمَضْمُونَةٍ. فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: قَدِ اسْتَعَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ أَدْرُعَا فَقَالَ لَهُ عَارِيَةٌ مُؤَدَّاةٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ». فَسَكَتَ يَزِيدُ، وَصَارَ إِلَى قَوْلِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ -[164]- النَّرْسِيُّ، قَالَ: «رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ مُسْتَنِدًا إِلَى الْمَنَارَةِ وَجَاءَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ §فَجَعَلَ يُعَلِّمُهُمُ الْفِقْهَ وَالْحَدِيثَ وَيُفْتِي لَنَا فِي الْمَنَاسِكِ»

الصفحة 163