كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ خَلْفَ بْنَ سَالِمٍ، يَقُولُ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ فَمَزَحَ يَزِيدُ مَعَ مُسْتَمْلِيهِ، فَتَنَحْنَحَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ - وَكَانَ فِي الْمَجْلِسِ - فَقَالَ يَزِيدُ: «مَنِ الْمُتَنَحْنِحُ» فَقِيلَ لَهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى جَبِينِهِ، وَقَالَ «§أَلَا أَعْلَمْتُمُونِي أَنَّ أَحْمَدَ هَاهُنَا حَتَّى لَا أَمْزَحَ»
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيَّ، يَقُولُ: «§كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ أَعْلَامِ الدِّينِ»
حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ الطَّحَّانُ، خَادِمُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ: «بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ فَلَمْ تُوجَدْ» قَالَ قُلْتُ: غَدَوْتُ مَعَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي حَاجَةٍ لَهُ، قَالَ: «أَحْسَنْتَ، §مَا نَظَرْتُ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ إِلَّا تَذَكَّرْتُ بِهِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ح وَحَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ زِيَادٍ الشَّاذَكُونِيِّ، قَالَ: " عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ يُشَبَّهُ بِابْنِ حَنْبَلٍ؟ أَيْهَاتَ، مَا أَشْبَهَ السُّكَّ بِاللُّكِ، لَقَدْ حَضَرْتُ مِنْ وَرَعِهِ شَيْئًا بِمَكَّةَ أَنَّهُ رَهَنَ سَطْلًا عِنْدَ قَاضٍ فَأَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا يَتَقَوَّتُهُ، فَجَاءَ فَأَعْطَاهُ فِكَاكَهُ فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ سَطْلَيْنِ، وَقَالَ: انْظُرْ أَيُّهُمَا سَطْلُكَ فَخُذْهُ، قَالَ: لَا أَدْرِي، أَنْتَ فِي حَلٍّ مِنْهُ، وَمِمَّا أَعْطَيْتُكَ فِي حَلٍّ وَلَمْ يَأْخُذُهُ. قَالَ الْقَاضِي: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَسَطْلُهُ، وَإِنَّمَا §أَرَدْتُ أَنْ أَمْتَحِنَهُ فِيهِ "
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْمَاطِيُّ، قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسٍ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَجَمَاعَةٌ مِنْ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَيَذْكُرُونَ مِنْ فَضَائِلِهِ. فَقَالَ رَجُلٌ: لَا تُكْثِرُوا، بَعْضَ هَذَا الْقَوْلِ فَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ §وَكَثْرَةَ الثَّنَاءِ عَلَى أَحْمَدِ بْنِ حَنْبَلٍ يَسْتَكْثِرُ؟ -[170]- لَوْ جَالَسْنَا مَجَالِسْنَا بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ مَا ذَكَرْنَا فَضَائِلَهُ بِكَمَالِهَا "

الصفحة 169