كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: «§عَرَضَ عَلَيَّ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ، أَوْ أَكْثَرَ أَوْ أَقَلَّ، فَلَمْ أَقْبَلْ مِنْهُ، وَأَعْطَى يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ وَأَبَا مُسْلِمٍ الْمُسْتَمْلِيَ فَأَخَذَا مِنْهُ»
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ حَمْدَانُ بْنُ سِنَانَ الْوَاسِطِيُّ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ قَالَ: فَنَفِدَتْ نَفَقَاتُهُمْ فَأَخَذُوا. قَالَ: وَجَاءَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِفَرْوَةٍ فَقَالَ: «قُلْ لِمَنْ §يَبِيعُ هَذِهِ وَيَجِيئُنِي بِثَمَنِهَا فَأَتَّسِعُ بِهِ» قَالَ: فَأَخَذْتُ صُرَّةَ دَرَاهِمَ، فَمَضَيْتُ بِهَا إِلَيْهِ، فَرَدَّهَا قَالَ فَقَالَتِ امْرَأَتِي: هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ، لَعَلَّهُ لَمْ يَرْضَهَا فَأُضْعِفُهَا. قَالَ: فَأَضْعَفْتُهَا، فَلَمْ يَقْبَلْ، فَأَخَذَ الْفَرْوَةَ مِنِّي وَخَرَجَ
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَاكِرَ بْنَ جَعْفَرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ التُّسْتَرِيَّ، يَقُولُ: " ذَكَرُوا أَنَّهُ مَرَّ عَلَيْهِ - يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ - ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ مَا كَانَ طَعِمَ فِيهَا، فَبَعَثَ إِلَى صِدِّيقٍ لَهُ فَاسْتَقْرَضَ شَيْئًا مِنَ الدَّقِيقِ، فَعَرَفُوا فِي الْبَيْتِ شِدَّةَ حَاجَتِهِ إِلَى الطَّعَامِ فَخَبَزُوا بِالْعَجَلَةِ، فَلَمَّا وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: كَيْفَ عَمِلْتُمْ؟ خَبَزْتُمْ بِسُرْعَةٍ هَذَا؟ فَقِيلَ لَهُ: كَانَ التَّنُّورُ فِي دَارِ صَالِحٍ - ابْنُهُ - مُسْجَرًا وَخَبَزْنَا بِالْعَجَلَةِ. فَقَالَ: §ارْفَعُوا، وَلَمْ يَأْكُلْ فَأَمَرَ بِسَدِّ بَابِهِ إِلَى دَارِ صَالِحٍ "
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَهْمِ بْنِ بَدْرٍ، قَالَ: «كَانَ لَنَا جَارٌ فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا كِتَابًا» فَقَالَ: أَتَعْرِفُونَ هَذَا الْخَطَّ قُلْنَا: «نَعَمْ هَذَا خَطُّ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ». فَقُلْنَا لَهُ: «كَيْفَ كَتَبَ ذَلِكَ» قَالَ: كُنَّا بِمَكَّةَ مُقِيمِينَ عِنْدَ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ فَقَصَدْنَا أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ أَيَّامًا، فَلَمْ نَرَهُ، ثُمَّ جِئْنَا إِلَيْهِ لِنَسْأَلَ عَنْهُ، فَقَالَ لَنَا أَهْلُ الدَّارِ الَّتِي هُوَ فِيهَا. هُوَ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ، فَجِئْنَا إِلَيْهِ، وَالْبَابُ مَرْدُودٌ عَلَيْهِ، وَإِذَا عَلَيْهِ خِلْقَانٌ. فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا خَبَرُكَ؟ لَمْ نَرَكَ مُنْذُ أَيَّامٍ؟ فَقَالَ: سُرِقَتْ ثِيَابِي فَقُلْتُ: لَهُ مَعِي دَنَانِيرُ فَإِنْ شِئْتَ خُذْ قَرْضًا وَإِنَّ شِئْتَ صِلَةً. فَأَبَى أَنْ يَفْعَلَ فَقُلْتُ: تَكْتُبُ لِي بِأَخْذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخْرَجَتُ دِينَارًا، فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهُ، وَقَالَ: §اشْتَرِ لِي ثَوْبًا، وَاقْطَعْهُ بِنِصْفَيْنِ فَأَوْمَى أَنَّهُ يَأْتَزِرُ بِنِصْفٍ وَيَرْتَدِي بِالنِّصْفِ الْآخَرِ. وَقَالَ -[178]-: جِئْنِي بِبَقِيَّتِهِ، فَفَعَلْتُ وَجِئْتُ بِوَرِقٍ وَكَاغَدٍ، فَكَتَبَ لِي، فَهَذَا خَطَّهُ

الصفحة 177