كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

قَالَ صَالِحٌ: «§وَوَجَّهَ رَجُلٌ مِنَ الصِّينِ إِلَى جَمَاعَةِ الْمُحَدِّثِينَ فِيهِمْ يَحْيَى وَغَيْرُهُ وَوَجَّهَ بِقِمَطْرٍ إِلَى أَبِي فَرَدَّهَا»
قَالَ صَالِحٌ , قَالَ أَبِي: «جَاءَنِي ابْنُ يَحْيَى، وَمَا خَرَجَ مِنْ خُرَاسَانَ بَعْدَ ابْنِ الْمُبَارَكِ رَجُلٌ يُشْبِهُ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى فَجَاءَنِي ابْنُهُ» فَقَالَ: إِنَّ أَبِي أَوْصَى بِمِنْطَقَةٍ لَهُ لَكَ وَقَالَ: تَذَكَّرْنِي بِهَا. فَقُلْتُ: «جِئْنِي بِهَا» , فَجَاءَ بِرُزْمَةِ ثِيَابٍ فَقَالَ: «اذْهَبْ رَحِمَكَ اللَّهُ» , فَقُلْتُ لِأَبِي: بَلَغَنِي أَنَّ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيَّ أَعْطَى أَلْفَ دِينَارٍ: فَقَالَ. " يَا بُنَيَّ {§وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه: 131] وَذُكِرَ عِنْدَهُ يَوْمًا رَجُلٌ فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ الْفَائِزُ مَنْ فَازَ غَدًا، وَلَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ عِنْدَهُ تَبِعَةٌ». وَذَكَرْتُ لَهُ ابْنُ أَبِي رُسْتَهْ، وَعَبْدَ الْأَعْلَى النَّرْسِيَّ، وَمَنْ قَدِمَ بِهِ إِلَى الْعَسْكَرِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ، فَقَالَ: «إِنَّمَا كَانَتْ أَيَّامٌ قَلَائِلُ ثُمَّ تَلَاحَقُوا، وَمَا تَحَلَّوْا مِنْهَا بِكَثِيرِ شَيْءٍ»
حَدَّثَنَا أَبِي، وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: «§مَكَثَ أَبِي بِالْعَسْكَرِ عِنْدَ الْخَلِيفَةِ سِتَّةَ عَشَرَ يَوْمًا مَا ذَاقَ إِلَّا مِقْدَارَ رُبْعِ سَوِيقٍ كُلَّ لَيْلَةٍ كَانَ يَشْرَبُ شَرْبَةَ مَاءٍ. وَفِي كُلِّ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَسْتَفُّ حَفْنَةً مِنَ السَّوِيقِ فَرَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ وَلَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ إِلَّا بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، وَرَأَيْتُ مُوقَيْهِ دَخَلَتَا فِي حَدَقَتَيْهِ»
حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ الطَّرَسُوسِيُّ قَالَ: " وَقَعَ مِنْ يَدِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ مِقْرَاضٌ فِي الْبِئْرِ فَجَاءَ سَاكِنٌ لَهُ فَأَخْرَجَهُ، فَلَمَّا أَنْ أَخْرَجَهُ نَاوَلَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِقْدَارَ نِصْفِ دِرْهَمٍ أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ فَقَالَ: الْمِقْرَاضُ يَسْوِي قِيرَاطًا لَا آخُذُ شَيْئًا. فَخَرَجَ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ قَالَ لَهُ: §كَمْ عَلَيْكَ مِنْ كِرَاءِ الْحَانُوتِ قَالَ: كِرَاءُ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، وَكِرَاؤُهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ، فَضَرَبَ عَلَى حِسَابِهِ، وَقَالَ: أَنْتَ فِي حَلٍّ "
حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: أَمْلَى عَلِيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصَةَ قَالَ: " نَزَلْنَا بِمَكَّةَ دَارًا، وَكَانَ فِيهَا شَيْخٌ يُكْنَى بِأَبِي بَكْرِ بْنِ سَمَاعَةَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: §نَزَلَ عَلَيْنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي هَذِهِ الدَّارِ، وَأَنَا غُلَامٌ، فَقَالَ: فَقَالَتْ لِي أُمِّي -[180]-: الْزَمْ هَذَا الرَّجُلَ فَاخْدِمْهُ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ. فَكُنْتُ أَخْدُمُهُ، وَكَانَ يَخْرُجُ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ، فَسُرِقَ مَتَاعُهُ وَقُمَاشُهُ، فَجَاءَ، فَقَالَتْ لَهُ أُمِّي: دَخَلَ عَلَيْكَ السُّرَّاقُ، فَسَرَقُوا قُمَاشَكَ، فَقَالَ: مَا فَعَلْتِ بِالْأَلْوَاحِ؟ فَقَالَتْ لَهُ أُمِّي: فِي الطَّاقِ. وَمَا سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ غَيْرَهَا "

الصفحة 179