كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ الْعَلَاءِ، يَقُولُ: " §شَيْئَانِ لَوْ لَمْ يَكُونَا فِي الدُّنْيَا لَاحْتَاجَ النَّاسُ إِلَيْهِمَا: مِحْنَةُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ لَوْلَاهَا لَصَارَ النَّاسُ جَهْمِيَّةً، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيَّ؛ فَإِنَّهُ فَتَحَ لِلنَّاسِ الْأَقْفَالَ "
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: «§مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ؛ صَحِبْنَاهُ خَمْسِينَ سَنَةً مَا افْتَخَرَ عَلَيْنَا بِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ فِيهِ مِنَ الصَّلَاحِ وَالْخَيْرِ»
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: «§كَانَ أَبِي يُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثَلَاثَمِائَةِ رَكْعَةٍ، فَلَمَّا مَرِضَ مِنْ تِلْكَ الْأَسْوَاطِ أَضْعَفَتْهُ، فَكَانَ يُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِائَةً وَخَمْسِينَ رَكْعَةً، وَكَانَ قُرْبَ الثَّمَانِينَ»
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: «§كَانَ أَبِي يَقْرَأُ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعًا يَخْتِمُ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، وَكَانَتْ لَهُ خَتْمَةٌ فِي كُلِّ سَبْعِ لَيَالٍ، سِوَى صَلَاةِ النَّهَارِ، وَكَانَ سَاعَةَ يُصَلَّى عِشَاءَ الْآخِرَةِ يَنَامُ نَوْمَةً خَفِيفَةً، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى الصَّبَّاحِ يُصَلِّي وَيَدْعُو»
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، ثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: «§دَفَعَ إِلَيَّ الْمَأْمُونُ مَالًا أَقْسِمُهُ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ؛ فَإِنَّ فِيهِمْ ضُعَفَاءَ، فَمَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا أَخَذَ، إِلَّا أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ فَإِنَّهُ أَبَى»
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَاكِرَ بْنَ جَعْفَرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، يَقُولُ: جَاءَهُ يَوْمًا رَسُولٌ مِنْ دَارِهِ - يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ - يَذْكُرُ لَهُ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلِيلٌ وَاشْتَهَى الزُّبْدَ، فَنَاوَلَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ قِطْعَةً، وَقَالَ: «اشْتَرِ لَهُ بِهَا زُبْدًا» , فَجَاءَ بِهِ عَلَى وَرَقِ سَلْقٍ، فَلَمَّا أَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ قَالَ: «مِنْ أَيْنَ هَذَا الْوَرَقِ؟» قَالَ: أَخَذْتُهُ مِنْ عِنْدِ الْبَقَّالِ. فَقَالَ: «§اسْتَأْذَنْتَهُ فِي ذَلِكَ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «رُدَّهُ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ -[182]- حَنْبَلٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي إِذَا دَعَا لَهُ رَجُلٌ يَقُولُ: «§لَيْسَ يُحْرِزُ الْمُؤْمِنَ إِلَّا حُفْرَتُهُ، الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا». وَكُنْتُ أَسْمَعْهُ كَثِيرًا يَقُولُ: «اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ»

الصفحة 181