كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: «§لَا يَصِفُ أَحَدٌ دَرَجَةً هُوَ فِيهَا حَتَّى يَدَعَهَا أَوْ يَجُوزَهَا»
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: «§إِذَا بَلَغَ الْعَبْدُ غَايَةً مِنَ الزُّهْدِ أَخْرَجَهُ ذَلِكَ إِلَى التَّوَكُّلِ»
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاكِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ، يَقُولُ: «§أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ دُعَاؤُهُمْ غَيْرُ دُعَاءِ النَّاسِ وَهِمَّتُهُمْ غَيْرُ هِمَّةِ النَّاسِ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي حَسَّانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: «§إِرَادَتُهُمْ مِنَ الْآخِرَةِ غَيْرُ إِرَادَةِ النَّاسِ، وَدُعَاؤُهُمْ غَيْرُ دُعَاءِ النَّاسِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: «§لَوْ شَكَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ فِي الْحَقِّ مَا شَكَكْتُ فِيهِ وَحْدِي». قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ قَلْبُهُ فِي هَذَا مِثْلَ قَلْبِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يَوْمَ الرِّدَّةِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: «§كُلُّ قَلْبٍ فِيهِ شَكٌّ فَهُوَ سَاقِطٌ»
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبَانَ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الحورَانِي، - وَكَانَ أَبُو سُلَيْمَانَ يُحِبُّهُ وَيَبِيتُ عِنْدَهُ - قَالَ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: «§مَا مِنْ شَيْءٍ مِنْ دَرَجِ الْعَابِدِينَ إِلَّا ثَبَتَ - يَعْنِي نَفْسَهُ عَارِفٌ بِمَا هُنَالِكَ - إِلَّا هَذَا التَّوَكُّلُ الْمُبَارَكُ فَإِنِّي لَا أَعْرِفُهُ إِلَّا كَسَامِ الرِّيحِ لَيْسَ يَثْبُتُ»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عُمَرُ بْنُ يَحْيَى الْأَسَدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: «§لَوْ تَوَكَّلْنَا عَلَى اللَّهِ مَا بَنَيْنَا الْحَائِطَ وَلَا جَعَلْنَا لِبَابِ الدَّارِ غَلَقًا مَخَافَةَ اللُّصُوصِ»
وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ §أَقْرَبِ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعَبْدُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَبَكَى وَقَالَ: «مِثْلُكَ يُسْأَلُ عَنْ هَذَا؟ أَفْضَلُ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعَبْدُ -[257]- إِلَى اللَّهِ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَى قَلْبِكَ وَأَنْتَ لَا تُرِيدُ مِنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ غَيْرَهُ»

الصفحة 256