كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، ثنا أَحْمَدُ، قَالَ: قَالَ صَالِحٌ لِأَبِي سُلَيْمَانَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ §بِأَيِّ شَيْءٍ تُنَالُ مَعْرِفَتُهُ قَالَ: «بِطَاعَتِهِ»، قَالَ: فَبِأَيِّ شَيْءٍ تُنَالُ طَاعَتُهُ. قَالَ «بِهِ»
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، ثنا أَحْمَدُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: «§كُنْتُ بِالْعِرَاقِ أَعْمَلُ وَأَنَا بِالشَّامِ، أَعْرِفُ». قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ سُلَيْمَانَ ابْنَهُ فَقَالَ مَعْرِفَةُ أَبِي اللَّهَ بِالشَّامِ لِطَاعَتِهِ لَهُ بِالْعِرَاقِ، وَلَوِ ازْدَادَ لِلَّهِ بِالشَّامِ طَاعَةً لَازْدَادَ بِاللَّهِ مَعْرِفَةً
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، ثنا أَحْمَدُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: «§مَنْ حَسُنَ ظَنُّهُ بِاللَّهِ مِمَّنْ لَا يَخَافُ اللَّهَ فَهُوَ مَخْدُوعٌ»
وَقُلْتُ لِأَبِي سُلَيْمَانَ: قَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَرَادَ الْحَظْوَةَ فَلْيَتَوَاضَعْ فِي الطَّاعَةِ. فَقَالَ لِي: «وَأَيُّ شَيْءٍ §التَّوَاضُعُ فِي الطَّاعَةِ أَنْ لَا تُعْجَبُ بِعَمَلِكَ»
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: «§الْعَارِفُ إِذَا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يَنْصَرِفْ مِنْهُمَا حَتَّى يَجِدَ طَعْمَهُمَا، وَالْآخَرُ يُصَلِّي خَمْسِينَ رَكْعَةً - يَعْنِي مَنْ لَيْسَ لَهُ مَعْرِفَةٌ - لَا يَجِدُ لَهَا طَعْمًا»
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: " §سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ يَبْكِي فِي خُطْبَةٍ قَالَ: فَأَشْعَلَنِي الْغَضَبُ وَحَضَرَنِي نِيَّةٌ فِي أَنْ أَقُومَ إِلَيْهِ فَأُكَلِّمَهُ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ كَلَامِهِ وَبِمَا أَعْرِفُ مِنْ فِعْلِهِ إِذَا نَزَلَ. وَقَالَ: ثُمَّ تَفَكَّرْتُ فِي أَنْ أُرِيدَ أَقُومُ إِلَى الْخَلِيفَةِ فَأَعِظُهُ وَالنَّاسُ جُلُوسٌ فَيَرْمُقُونِي بِأَبْصَارِهِمْ فَيُدَاخِلُنِي التَّزَيُّنُ فَيَأْمُرُ بِي فَيَقْتُلُنِي فَأُقْتَلُ عَلَى غَيْرِ تَصْحِيحٍ. قَالَ: فَجَلَسْتُ وَسَكَنْتُ "
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، وَأَبَا صَفْوَانَ يَتَنَاظَرَانِ فِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأُوَيْسٍ، فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ لِأَبِي صَفْوَانَ: «كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَزْهَدُ مِنْ أُوَيْسٍ»، فَقَالَ لَهُ: وَلِمَ؟ قَالَ: «لِأَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَلَكَ الدُّنْيَا فَزَهِدَ فِيهَا»، فَقَالَ لَهُ أَبُو صَفْوَانَ: وَأُوَيْسٌ لَوْ مَلَكَهَا لَزَهِدَ فِيهَا مِثْلَ مَا فَعَلَ عُمَرُ. فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: «§أَتَجْعَلُ مَنْ جَرَّبَ كَمَنْ لَا يُجَرِّبُ، إِنَّ مَنْ جَرَّبَ الدُّنْيَا عَلَى يَدَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا فِي قَلْبِهِ مَوْقِعٌ»

الصفحة 272