كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

§مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ وَمِنْهُمْ ذُو الْعَقْلِ الْوَافِي وَالْوَرَعِ الصَّافِي وَالْبَيَانُ الشَّافِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُبَارَكِ الصُّورِيَّ، يَقُولُ: «§أَعْمَالُ الصَّادِقِينَ لِلَّهِ بِالْقُلُوبِ، وَأَعْمَالُ الْمُرَائِينَ بِالْجَوَارِحِ لِلنَّاسِ، فَمَنْ صَدَقَ فَلْيَقِفْ مَوْقِفَ الْعَمَلِ لِلَّهِ لَا لِعِلْمِ اللَّهِ بِهِ لَا لِعِلْمِ النَّاسِ لِمَكَانِ عَمَلِهِ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُبَارَكِ الصُّورِيَّ، يَقُولُ: «§اتَّقِ اللَّهَ تَقْوَى لَا تُطْلِعْ نَفْسَكَ عَلَى تَقْوَى اللَّهِ تَجِدْ بِهِ غَيْرَكَ وَتُسَلِّطُ الْآفَةَ عَلَى قَلْبِكَ»
حَدَّثَنَا أَبِي وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: «§تَخَافُ أَنْ يَفُوتَكَ، عِنْدَ الْبَقَّالِ مِنْ قِطْعَتِكَ تُبَادِرُ إِلَيْهِ وَتُبَكِّرُ عَلَيْهِ، وَلَا تَخَافُ أَنْ يَفُوتَكَ مِنَ اللَّهِ مَا تُؤَمِّلُ بِكَثْرَةِ الْقُعُودِ عَنْهُ وَالتَّشَاغُلِ عَنِ الْمُبَادَرَةِ إِلَيْهِ، مَهْلًا رَحِمَكَ اللَّهُ فَإِنَّ فِي قَلْبِكَ وَجَعًا لَا يُبْرِيهِ إِلَّا حُبُّهُ، وَلَا يَسْتَنْطِقُهُ إِلَّا الْأُنْسُ بِهِ، وَجُوعًا لَا يُشْبِعُكَ إِلَّا مَا طَعِمْتَ مِنْ ذِكْرِهِ، وَعَطَشًا لَا يَرْوِيهِ إِلَّا مَا وَرَدَتْ عَلَيْهِ لَذَّتُهُ لِلَذَاذَةِ مُنَاجَاتِهِ»
قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: «§مَا تَرَى إِلَّا مُتَغَيِّرًا بِشَهْوَةٍ مِنْ نَفْسِهِ، وَمَأْخُوذًا بِبَوَاقِي دُنْيَا غَيْرِهِ، كَذَبَ مُؤْمِنٌ ادَّعَى الْمَعْرِفَةَ بِاللَّهِ وَيَدَاهُ تَرْعَى فِي قِصَاعِ الْمُسْتَكْثِرِينَ، وَمَنْ وَضَعَ يَدَهُ فِي قَصْعَةِ غَيْرِهِ ذَلَّتْ رَقَبَتُهُ، وَمَا أُثْبِتَ لِأَحَدٍ ادَّعَى مَحَبَّةُ اللَّهِ وَهُوَ يَلُفُّ الثَّرِيدَ بِثَلَاثَةِ أَصَابِعَ»
حَدَّثَنَا أَبِي وَأَبُو حَيَّانَ، قَالَا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: «§لَيْسَ مِنَ الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ أَنْ تَجْعَلَهَا - يَعْنِي النَّفْسَ - مَطِيَّةً لِهَوَى غَيْرِكَ وَطَرِيقًا لِطَلَبِ دُنْيَا مَخْلُوقٍ غَيْرِكَ»
حَدَّثَنَا أَبِي وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَا: ثنا إِبْرَاهِيمُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ -[299]- مُحَمَّدَ بْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: «§مَا آمَنَ بِاللَّهِ مَنْ رَجَا مَخْلُوقًا فِيمَا ضَمِنَ اللَّهُ لَهُ»

الصفحة 298