كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

§سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ وَمِنْهُمُ الْعَجَّاجُ النَّاجِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السَّاجِيُّ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى. كَانَ يَعِجُّ مِنْ نَفْسِهِ إِلَى رَبِّهِ عَجِيجًا، وَيَشْتَاقُ إِلَيْهِ شَاكِيًا أَنِينًا وَضَجِيجًا. وَقِيلَ: إِنَّ التَّصَوُّفَ عِرْفَانُ الْحُدُودِ وَالْحُقُوقِ وَوُجْدَانُ السُّكُونِ وَالْوُثُوقِ
حَدَّثَنَا أَبِي وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ السَّاجِيُّ، يَقُولُ: " §خَمْسُ خِصَالٍ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَعْرِفَهَا: إِحْدَاهُنَّ مَعْرِفَةُ اللَّهِ تَعَالَى، وَالثَّانِيَةُ مَعْرِفَةُ الْحَقِّ، وَالثَّالِثَةُ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَالرَّابِعَةُ الْعَمَلُ بِالسُّنَّةِ، وَالْخَامِسَةُ أَكْلُ الْحَلَالِ، فَإِنْ عَرَفَ اللَّهَ وَلَمْ يَعْرِفِ الْحَقَّ لَمْ يَنْتَفِعْ بِالْمَعْرِفَةِ، وَإِنْ عَرَفَ وَلَمْ يَخْلُصِ الْعَمَلَ لِلَّهِ لَمْ يَنْتَفِعْ بِمَعْرِفَةِ اللَّهِ، وَإِنْ عَرَفَ وَلَمْ يَكُنْ عَلَى السُّنَّةِ لَمْ يَنْفَعْهُ، وَإِنْ عَرَفَ وَلَمْ يَكُنِ الْمَأْكَلُ مِنْ حَلَالٍ لَمْ يَنْتَفِعْ بِالْخَمْسِ، وَإِذَا كَانَ مِنْ حَلَالٍ صَفَا لَهُ الْقَلْبُ فَأَبْصَرَ بِهِ أَمْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ شُبْهَةٍ اشْتَبَهَتْ عَلَيْهِ الْأُمُورُ بِقَدْرِ الْمَأْكَلِ وَإِذَا كَانَ مِنْ حَرَامٍ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَإِنْ وَصَفَهُ النَّاسُ بِالْبَصَرِ فَهُوَ أَعْمَى حَتَّى يَتُوبَ "
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ السَّاجِيَّ، يَقُولُ: «§مَنْ وَثِقَ بِاللَّهِ فَقَدْ أَحْرَزَ قُوَّتَهُ، وَمَنْ حَيَّ قَلْبُهُ فَقَدْ لَقِيَ اللَّهَ وَلَا يَشُكُّ فِي نَظَرِهِ»
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ، ثنا أَحْمَدُ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّاجِيَّ، يَقُولُ: قِيلَ لِلْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ: يَا أَبَا عَلِيٍّ، مَتَى يَنْتَهِي الْعَبْدُ فِي حُبِّ اللَّهِ؟ قَالَ: «§إِذَا اسْتَوَى عِنْدَهُ مَنْعُهُ وَعَطَاؤُهُ»

الصفحة 310