كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْوَرْدِ: صَلَّى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السَّاجِيُّ يَوْمًا بِأَهْلِ طَرَسُوسَ فَصِيحَ بِالنَّفِيرِ فَلَمْ يُخَفِّفِ الصَّلَاةَ، فَلَمَّا فَرَغُوا قَالُوا: أَنْتَ جَامُوسٌ قَالَ: «وَلِمَ؟» قَالُوا: صِيحَ بِالنَّاسِ النَّفِيرُ وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ وَلَمْ تُخَفِّفْ. فَقَالَ: «§إِنَّمَا سُمِّيَتِ الصَّلَاةُ لِأَنَّهَا اتِّصَالٌ بِاللَّهِ وَمَا حَسِبْتُ أَنَّ أَحَدًا يَكُونُ فِي الصَّلَاةِ فَيَقَعُ فِي سَمْعِهِ غَيْرُ مَا كَانَ يُخَاطِبُهُ اللَّهُ»
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ أَبِي الْوَرْدِ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السَّاجِيُّ: «§مَنْ لَمْ يَكُنْ عَالِمًا بِمَا يُرَدُّ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَلَمْ يَعْلَمْ مَا يُرِيدُ اللَّهُ مِنْهُ فَهُوَ مِمَّنْ وَقَعَ الْحِجَابُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ»
وَقَالَ: «§مَنِ اسْتَعْجَلَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ انْقَطَعَتْ عَنْهُ شَوَاهِدُ التَّوْفِيقِ»
وَقَالَ: «§مَنْ أَكَلَ الشَّهَوَاتِ وَالتَّتَبُّعَاتِ أُورِدَتْ عَلَيْهِ الْبَلِيَّاتُ»
وَقَالَ: «§الْغَفْلَةُ عَنِ اللَّهِ أَشَدُّ مِنْ دُخُولِ النَّارِ»
وَقَالَ: «§مِيرَاثُ الذِّكْرِ لِغَيْرِ مَا يُوصِلُ إِلَى اللَّهِ قَسْوَةٌ فِي الْقَلْبِ»
وَقَالَ: " §قَالَ إِبْلِيسُ: مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ يَنْجُو مِنِّي بِحِيلَتِهِ فَبِعُجْبِهِ وَقَعَ فِي حِبَالِي "
وَقَالَ: «§إِذَا دَخَلَ الْغَضَبُ عَلَى الْعَقْلِ ارْتَحَلَ الْوَرَعُ وَكَيْفَ بِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ وَلَا وَرَعَ يَدْخُلُ الْغَضَبُ»
§عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو نُعَيْمِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَمِنْهُمُ الْمُرَابِطُ الصَّبَّارُ الْمُجَاهِدُ الْكَرَّارُ عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى. سَكَنَ الْمِصِّيصَةَ مُرَابِطًا، صَحِبَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ وَأَبَا إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ وَمَخْلَدَ بْنَ الْحُسَيْنِ

الصفحة 317