كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

وَكَانَ الْقَاسِمُ يَقُولُ: «§أَصْلُ الْمَحَبَّةِ الْمَعْرِفَةُ، وَأَصْلُ الطَّاعَةِ التَّصْدِيقُ، وَأَصْلُ الْخَوْفِ الْمُرَاقَبَةُ، وَأَصْلُ الْمَعَاصِي طُولُ الْأَمَلِ وَحُبُّ الرِّئَاسَةِ أَصْلُ كُلِّ مَوْقِعَةٍ»
وَكَانَ يَقُولُ: «§قَلِيلُ الْعَمَلِ مَعَ الْمَعْرِفَةِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعَمَلِ بِلَا مَعْرِفَةٍ»
وَقَالَ: «§تَعَرَّفْ وَضْعَ رَأْسِكَ فَمَا عَبْدُ اللَّهِ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْمَعْرِفَةِ»
وَكَانَ يَقُولُ: " §رَأْسُ الْأَعْمَالِ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ، وَالْوَرَعُ عَمُودُ الدِّينِ، وَالْجُوعُ مُخُّ الْعِبَادَةِ، وَالْحِصْنُ ضَبْطُ اللِّسَانِ، وَمَنْ شَكَرَ اللَّهَ جَلَسَ فِي مَيْدَانِ الزِّيَادَةِ، وَمَنْ حَمِدَهُ عَدَّ الْمَصَائِبَ نِعَمًا، وَشَكَرَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ وَلَوْ زُوِيَتْ عَنْهُ الدُّنْيَا
قَالَ الْقَاسِمُ: " نَزَلَتْ عَلَى سُلَّمِ الْخَوَّاصِ فَقَدَّمَ إِلَيَّ بِطِّيخَةً وَنِصْفَ رَغِيفٍ وَقَالَ لِي: يَا قَاسِمُ كُلْ فَإِنِّي نَزَلْتُ عَلَى أَخٍ لِي فَقَدَّمَ إِلَيَّ خِيَارَةً وَنِصْفَ رَغِيفٍ، وَقَالَ: §كُلْ فَإِنَّ الْحَلَالَ لَا يَحْتَمِلُ السَّرَفَ وَمَنْ دَرَى مِنْ أَيْنَ مَكْسَبُهُ دَرَى كَيْفَ يُنْفِقُ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا ابْنُ أَبِي السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ " أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي قَدِ اتَّخَذْتُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ خَلِيلًا قَالَ: فَقَالَ: يَا رَبِّ §فَأَعْلِمْنِي مَنْ هُوَ حَتَّى أَكُونَ لَهُ عَبْدًا حَتَّى يَمُوتَ "
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ قَالَ: " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ أَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ: فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ، فَمَا رَأَيْتُ بَنَانًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ بَنَانِهِ "
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§لَأَنَا أَخْوَفُ عَلَى عَابِدٍ مِنْ -[324]- غُلَامٍ مِنْ سَبْعِينَ عَذْرَاءَ»

الصفحة 323