كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الرَّازِيِّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ، قَالَ ذُو النُّونِ: «
[البحر الطويل]
§يَجُولُ الْغِنَى وَالْعِزُّ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ ... لِيَسْتَوْطِنَا قِبَلَ امْرِئٍ إِنْ تَوَكَّلَا
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ كَانَ مَوْلَاهُ حَسْبَهُ ... وَكَانَ لَهُ فِيمَا يُحَاوِلُ مَعْقِلَا»
قَالَ: وَقَالَ ذُو النُّونِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: «
[البحر السريع]
§لَبِسْتُ بِالْعِفَّةِ ثَوْبَ الْغَنِيِّ ... فَصِرْتُ أَمْشِي شَامِخَ الرَّاسِ
أَنْطَقَ لِي الصَّبْرُ لِسَانِي ... فَمَا أَخْضَعُ بِالْقَوْلِ لِجُلَّاسِي
إِذَا رَأَيْتُ التِّيهَ مِنْ ذِي الْغِنَا ... تُهْتُ عَلَى التَّائِهِ بِالْيَأْسِ»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيَّ، بِبَغْدَادَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ: «§مَا طَابَتِ الدُّنْيَا إِلَّا بِذِكْرِهِ، وَلَا طَابَتِ الْآخِرَةُ إِلَّا بِعَفْوِهِ، وَلَا طَابَتِ الْجِنَانُ إِلَّا بِرُؤْيَتِهِ»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ: «إِنَّ §اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَمْنَعِ الْجَنَّةَ أَعْدَاءَهُ بُخْلًا وَلَكِنْ صَانَ أَوْلِيَاءَهُ الَّذِينَ أَطَاعُوهُ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَعْدَائِهِ الَّذِينَ عَصَوْهُ»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: سُئِلَ ذُو النُّونِ عَنِ السَّفَلَةِ، مَنْ هُوَ قَالَ: «§مَنْ لَا يَعْرِفُ الطَّرِيقَ إِلَى اللَّهِ وَلَمْ يَتَعَرَّفْهُ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هَاشِمٍ، قَالَ: سُئِلَ ذُو النُّونِ مَا لَنَا لَا نَقْوَى عَلَى النَّوَافِلِ؟ قَالَ: «§لِأَنَّكُمْ لَا تُصِحُّونَ الْفَرَائِضَ»
وَقِيلَ: مَنْ أَدْوَمُ النَّاسِ ذَنْبًا؟ قَالَ: «§مَنْ أَحَبَّ دُنْيَا فَانِيَةٍ»

الصفحة 372