كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ الْعَلَاءِ، يَقُولُ: قَالَ ذُو النُّونِ «§مَنْ تَطَأْطَأَ لَقَطَ رُطَبًا، وَمَنْ تَعَالَى لَقِيَ عَطَبًا»
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ: «§حُرْمَةُ الْجَلِيسِ أَنْ تَسُرَّهُ فَإِنْ لَمْ تَسُرَّهُ فَلَا تَسُؤْهُ، لَمْ يَكْسِبْ مَحَبَّةَ النَّاسِ فِي هَذَا الزَّمَانِ إِلَّا رَجُلٌ خَفِيفُ الْمُرُونَةِ عَلَيْهِمْ، وَأَحْسَنُ الْقَوْلِ فِيهِمْ وَأَطَابَ الْعِشْرَةَ مَعَهُمْ»
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ النَّيْسَابُورِيُّ أَبُو الْفَضْلِ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَيَّاطُ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ: «§مُعَاشَرَةُ الْعَارِفِ كَمُعَاشَرَةِ اللَّهِ يَحْتَمِلُكَ وَيَحْلُمُ عَنْكَ تَخَلُّقًا بِأَخْلَاقِ اللَّهِ الْجَمِيلَةِ»
قَالَ: وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: «§لَا تُثْقِنَّ بِمَوَدَّةِ مَنْ لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مَعْصُومًا، وَوَالِ مَنْ صَحِبَكَ وَوَافَقَكَ عَلَى مَا تُحِبُّ وَخَالَفَكَ فِيمَا تَكْرَهُ فَإِنَّمَا يَصْحَبُ هَوَاهُ، وَمَنْ صَحِبَ هَوَاهُ فَإِنَّمَا هُوَ طَالِبُ رَاحَةِ الدُّنْيَا»
قَالَ وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: «§كُلُّ مُطِيعٍ مُسْتَأْنِسٌ، وَكُلُّ عَاصٍ مُسْتَوْحِشٌ وَكُلُّ مُحِبٍّ ذَلِيلٌ وَكُلُّ خَائِفٍ هَارِبٌ وَكُلُّ رَاجٍ طَالِبٌ»
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ: كَتَبَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ إِلَى ذِي النُّونِ بِكِتَابٍ يَسْأَلُهُ فِيهِ عَنْ حَالِهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: " §كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُنِي عَنْ حَالِي فَمَا عَسَيْتُ أَنْ أُخْبِرَكَ بِهِ مِنْ حَالِي وَأَنَا بَيْنَ خِلَالٍ مُوجِعَاتٍ أَبْكَانِي مِنْهُنَّ أَرْبَعٌ: حُبُّ عَيْنِي لِلنَّظَرِ، وَلِسَانِي لِلْفُضُولِ، وَقَلْبِي لِلرِّيَاسَةِ، وَإِجَابَتِي إِبْلِيسَ لَعْنَهُ اللَّهُ فِيمَا يَكْرَهُهُ اللَّهُ، وَأَقْلَقَنِي مِنْهَا: عَيْنٌ لَا تَبْكِي مِنَ الذُّنُوبِ الْمُنْتِنَةِ، وَقَلْبٌ لَا يَخْشَعُ عِنْدَ نُزُولِ الْعِظَةِ، وَعَقْلٌ وَهَنَ فَهْمُهُ فِي مَحَبَّةِ الدُّنْيَا، وَمَعْرِفَةٌ كُلَّمَا قَلَّبْتُهَا وَجَدْتُنِي بِاللَّهِ أَجْهَلُ، وَأَضْنَانِي مِنْهَا أَنِّي عَدِمْتُ خَيْرَ خِصَالِ الْإِيمَانِ: الْحَيَاءَ، وَعَدِمْتُ خَيْرَ زَادِ الْآخِرَةِ: التَّقْوَى، وَفَنِيَتْ أَيَامَى بِمَحَبَّتِي لِلدُّنْيَا، وَتَضْيِيعِي قَلْبًا لَا أَقْتَنِي مِثْلَهُ أَبَدًا "
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصُ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ: «§لَمْ أَرْ شَيْئًا أَبْعَثَ لِلْإِخْلَاصِ مِنَ الْوَحْدَةِ لِأَنَّهُ إِذَا خَلَا لَمْ يَرَ غَيْرَ اللَّهِ فَإِذَا لَمْ يَرَ -[377]- غَيْرَ اللَّهِ لَمْ تُحَرِّكْهُ إِلَّا خَشْيَةُ اللَّهِ، وَمَنْ أَحَبَّ الْخَلْوَةَ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِعَمُودِ الْإِخْلَاصِ وَاسْتَمْسَكَ بِرُكْنٍ كَبِيرٍ مِنْ أَرْكَانِ الصِّدْقِ»

الصفحة 376