كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ فَارِسًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ: «يَا مَعْشَرَ الْمُرِيدِينَ §مَنْ أَرَادَ مِنْكُمُ الطَّرِيقَ فَلْيلْقَ الْعُلَمَاءَ بِالْجَهْلِ، وَالزُّهَّادَ بِالرَّغْبَةِ، وَأَهْلَ الْمَعْرِفَةِ بِالصَّمْتِ»
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ هَانِئٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ يَقُولُ: كَانَ ذُو النُّونِ §يَقُولُ فِي مُنَاجَاتِهِ: يَا وَاهِبَ الْمَوَاهِبِ وَمُجْزِلَ الرَّغَائِبِ أَعُوذُ بِكَ مِنَ النُّزُولِ بَعْدَ الْوُصُولِ وَمِنَ الْكَدَرِ بَعْدَ الصَّفَا، وَمِنَ الشَّوْقِ بَعْدَ الْأُنْسِ، وَمِنَ طَائِفِ الْحَسْرَةِ لِعَارِضِ الْفَتْرَةِ، وَمِنْ تَغَيُّرِ الرِّضَا وَمِنَ التَّخَلُّفِ عَنِ الْحَادِي لَحْظَةً أَوِ الْإِيمَانِ دُونَ الْعِلْمِ، وَمِنَ مَوْقِعِ حَذَرٍ يُوجِبُ لِلْعَقْلِ بُطْئًا يَا رَبِّ حَتَّى تَكْمُلَ النِّعَمُ عِنْدِي وَرِقَّ فِي ذُرَى الْكَرَامَةِ مُهْجَتِي وَنَضَّرِ اللَّهُمَّ بِالْكَمَالِ لَدَيْكَ بَهْجَتِي وَعَزِّفْ عَنِّي الدَّوَرَانَ وَوَارِ عِلْمِي عَنِ الْخَاطِرِ يَا مَنْ مَنَحَ الْأَصْفِيَاءَ مَنَازِلَ الْحَقِّ وَمَدَى الْغَايَاتِ أَصْفِ هِدَايَتِي مِنْ دَنَسِ الْعَارِضِ وَأَحْسِمْ عَدُوِّي عَنْ مُلَاحَظَتِي وَأَخْلِصْنِي بِكَمَالِ رَغْبَتِي وَبِمَا لَا يَبْلُغُهُ سُؤَالِي إِنَّكَ رَحِيمٌ وَدُودٌ، أَسْنَدَ ذُو النُّونِ رَحِمَهُ اللَّهُ غَيْرَ حَدِيثٍ عَنِ الْأَئَمَّةِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ مَالِكٍ، وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَالْفَضْلِ بْنِ عِيَاضٍ، وَابْنِ لَهِيعَةَ
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ صُبَيْحِ بْنِ رَسْلَانَ الْفَيُّومِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا أَبُو الْفَيْضِ ذُو النُّونِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمِصْرِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحِبَّةً مِنْ خَلْقِهِ، قِيل: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ " غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَزْوَانَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ مِثْلَهُ

الصفحة 396