كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ أَخُو حَبِيبٍ الْقَاضِي، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مُكِنَاتِهَا». قَالَ: فَسَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يُسْأَلُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَيُفَسِّرُهُ عَلَى نَحْوِ مَا فَسَّرَهُ الشَّافِعِيُّ. قَالَ ابْنُ مُهَاجِرٍ: فَسَأَلْتُ الْأَصْمَعِيَّ عَنْ تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ الشَّافِعِيُّ قَالَ: وَسَأَلْتُ وَكِيعًا فَقَالَ: إِنَّمَا هِيَ عِنْدَنَا عَلَى صَيْدِ اللَّيْلِ. فَذَكَرْتُ لَهُ قَوْلَ الشَّافِعِيِّ فَاسْتَحْسَنَهُ، وَقَالَ: مَا ظَنَنْتُهُ إِلَّا عَلَى صَيْدِ اللَّيْلِ
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا تَمِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُوَيْدَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، فَجَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ فَجَلَسَ، فَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ حَدِيثًا رَقِيقًا فَغُشِيَ عَلَى الشَّافِعِيِّ، فَقِيلَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، فَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: «§إِنْ كَانَ قَدْ مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ فَقَدْ مَاتَ أَفْضَلُ أَهْلِ زَمَانِهِ»
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا تَمِيمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: «§مَاتَ الشَّافِعِيُّ وَمَاتَتِ السُّنَّةُ»
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، ثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَجَّ بِشْرٌ الْمَرِيسِيُّ سَنَةً إِلَى مَكَّةَ، ثُمَّ قَدِمَ فَقَالَ: «§لَقَدْ رَأَيْتُ بِالْحِجَازِ رَجُلًا مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ سَائِلًا وَلَا مُجِيبًا؛ يَعْنِي الشَّافِعِيَّ»
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، ثَنَا أَبُو ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ الْبِنَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرًا الْمَرِيسِيَّ، يَقُولُ: «رَأَيْتُ بِالْحِجَازِ فَتًى لَئِنْ بَقِيَ لَيَكُونَنَّ - أَظُنُّهُ قَالَ - وَاحِدَ الدُّنْيَا» فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ لِي بِشْرٌ: «إِنَّ الْفَتَى الَّذِي قُلْتُ لَكَ قَدْ قَدِمَ، اذْهَبْ بِنَا إِلَيْهِ» فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ ثُمَّ تَسَاءَلَا، فَجَعَلَ الشَّافِعِيُّ يُصِيبُ وَبِشْرٌ يُخْطِئُ، فَلَمَّا خَرَجْنَا، قَالَ: كَيْفَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ قُلْتُ: كُنْتَ تُخْطِئُ، وَكَانَ يُصِيبُ. قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنْهُ»
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، فَقُلْتُ: أَكْتُبُ رَأْيَ أَبِي حَنِيفَةَ؟ قَالَ -[96]-: «لَا، وَلَا كِتَابَهُ»، قَالَ: فَقُلْتُ: رَأْيَ مَنْ أَكْتُبُ قَالَ: «§رَأْيَ مَالِكٍ وَالْأَوْزَاعِيِّ وَالثَّوْرِيِّ وَرَأْيَ الشَّافِعِيِّ»

الصفحة 95