كتاب فتح المنعم شرح صحيح مسلم (اسم الجزء: 9)

بكسر الباء، وأنا بر به، بفتح الباء، وجمعه الأبرار، وبار به، بتشديد الراء، وجمعه بررة، والبر بكسر الباء ضد العقوق، وهو التوسع في الإحسان إليهما، ووصلهما، وبر حجه يبر بكسر الباء، برا بكسرها، قبل، وبر اليمين، صدقت، وبر في يمينه صدق، وبر بوعده، وفى به، وبرت السلعة راجت، وبر البيع خلا من الشبهة والكذب والخيانة، وبر فلان ربه، توسع في طاعته.
(والصلة) الإحسان إلى الأقربين، من ذوي النسب والأصهار، والعطف عليهم، والرفق بهم، ومراعاة أحوالهم، يقال: وصل رحمه، بفتح الواو والصاد يصلهم وصلا وصلة.
(والآداب) جمع أدب، وهو استعمال ما يحمد قولا، وفعلا، وقيل: الأخذ بمكارم الأخلاق، وقيل: الوقوف مع المستحسنات، وقيل: هو تعظيم من فوقك، والرفق بمن دونك، وقيل: إنه مأخوذ من المأدبة، وهي الدعوة إلى الطعام، سمي بذلك لأنه يدعى إليه. والمعاني كلها متقاربة، متفرعة عن أصل واحد، وهو إحسان المعاملة.
(جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) يحتمل أنه معاوية بن عبيدة، فعنه في الأدب المفرد "قلت: يا رسول الله. من أبر"؟ ولعل السائلين بذلك أكثر من واحد.
(فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ ) بفتح الصاد، بمعنى الصحبة، وحسن صحابتي من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي صحبتي الحسنة، وفي الرواية الثانية "من أحق الناس بحسن الصحبة"؟ وفي ملحقها "أي الناس أحق مني بحسن الصحبة"؟ أي بحسن صحبتي؟ وفي ملحق الرواية الأولى وفي البخاري "من أحق بحسن صحابتي"؟ ولم يذكر "الناس" وهي مرادة، وفي ملحق الرواية الثانية "من أبر"؟ أي من الذي أبره أولا من الناس؟ .
(قال: أمك) خبر لمبتدأ محذوف، أي أحق الناس بحسن صحابتك أمك.
(قال: ثم من؟ ) مبتدأ، خبره محذوف، أي ثم بعد من بعد الأم، أحق بحسن صحابتي؟
(قال: ثم أمك) خبر لمبتدأ محذوف، أي أحق الناس بعد أمك بحسن صحابتك أمك.
(قال: ثم من؟ ) مبتدأ خبره محذوف تقديره: ثم من بعد الأم مرتين أحق بحسن صحابتي؟
(قال: ثم أمك) خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: أحق الناس بعد أمك مرتين بحسن صحابتك أمك.
وفي الرواية الثانية "قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك" حذف فيها سؤال الرجل، وهو مراد.
(قال: ثم من؟ ) أحق بصحابتي بعد الأم ثلاث مرات؟
(قال: ثم أبوك) أحق بصحابتك بعد أمك ثلاثا، وفي رواية الأدب المفرد "ثم أباك" بالنصب، على إضمار فعل، أي بر أباك.

الصفحة 613