كتاب فتح المنعم شرح صحيح مسلم (اسم الجزء: 9)

أي لا مثيل لها. كانت تسمع كلامهم "فقالت: إن شئتم لأفتننه لكم" وأغوينه، وأوقعنه في الزنا، وأبطلن ثناءكم عليه، وعلى عبادته، فوافقوها، وحرضوها، وشجعوها، وفي رواية "قالوا: قد شئنا" فذهبت إلى صومعته "فتعرضت له" تمر بفتحات الصومعة، وتناديه، وتغني، وتتكسر، وتبدي زينتها ومفاتنها "فلم يلتفت إليها" فوجدت الراعي يأوي إلى ظل الصومعة "فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها، فوقع عليها" وهي تبيت النية باتهام الراهب، لتحقق لبني إسرائيل ما توعدته به، وفي رواية أن هذه المرأة كانت بنت ملك القرية، وفي رواية "وكانت تأوي إلى صومعته راعية ترعى الغنم" قال الحافظ ابن حجر: ويمكن الجمع بين هذه الروايات بأنها خرجت من دار أبيها، بغير علم أهلها متنكرة، وكانت تعمل الفساد، فاحتالت بأن خرجت في صورة راعية، ليمكنها أن تأوي إلى ظل الصومعة، لتتوصل إلى فتنته.
(فحملت، فولدت غلاما، فقيل لها: ما هذا؟ قالت: من صاحب هذا الدير) في الرواية الثانية "فحملت، فلما ولدت قالت: هو من جريج" وفي رواية "فقيل لها: ممن هذا؟ قالت: من جريج" وفي رواية "فقيل لها: من صاحبك؟ قالت: جريج الراهب، نزل إلي فأصابني" زاد في رواية "فذهبوا إلى الملك، فأخبروه، قال: أدركوه، فأتوني به".
(فجاءوا بفئوسهم ومساحيهم، فنادوه، فصادفوه يصلي، فلم يكلمهم، قال: فأخذوا يهدمون ديره، فلما رأى ذلك نزل إليهم، فقالوا له: سل هذه) وفي الرواية الثانية "فأتوه، فاستنزلوه، وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه، قال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيت بهذه البغي، فولدت منك".
وعن البخاري "فأتوه، فكسروا صومعته، وأنزلوه" وفي رواية "فما شعر حتى سمع بالفئوس في أصل صومعته، فجعل يسألهم: ويلكم ما لكم؟ فلم يجيبوه، فلما رأى ذلك أخذ الحبل فتدلى" وفي رواية "فجعلوا يضربونه، ويقولون: مراء، تخادع الناس بعملك" وفي رواية "فقال له الملك: ويحك يا جريج، كنا نراك خير الناس، فأحبلت هذه. اذهبوا به، فاصلبوه" وفي رواية "فجعلوا في عنقه وعنقها حبلا، وجعلوا يطوفون بهما في الناس" وفي رواية "فلما مروا به نحو بيت الزواني خرجن ينظرن فتبسم، فقالوا: لم تضحك؟ فقال: ما ضحكت إلا من دعوة دعتها علي أمي".
(قال: فتبسم، ثم مسح رأس الصبي، فقال: من أبوك؟ ) في الرواية الثانية "فقال: أين الصبي؟ فجاءوا به، فقال: دعوني: حتى أصلي، فصلى، فلما انصرف أتى الصبي، فطعن في بطنه، وقال: يا غلام، من أبوك" وفي رواية "فطعنه بإصبعه، فقال: بالله يا غلام من أبوك"؟ وفي رواية أنه سألهم أن ينظروه، فأنظروه، فرأى في المنام من أمره أن يطعن في بطن المرأة، فيقول أيتها السخلة. من أبوك؟ ففعل" وفي رواية عند أحمد "فوضع إصبعه على بطنها" وفي رواية "ثم انتهى إلى شجرة، أخذ منها غصنا ثم أتى الغلام وهو في مهده فضربه بذلك الغصن، فقال: من أبوك"؟ وفي رواية "أنه قال للمرأة أين أصبتك؟ قالت: تحت تلك الشجرة، فأتى الشجرة فقال: يا شجرة. أسألك بالذي خلقك. من زنى بهذه المرأة؟ فقال كل غصن منها راعي الغنم" وفي رواية "فأتى بالمرأة والصبي، وفمه في ثديها، فقال له جريج: يا غلام. من أبوك؟ فنزع الغلام فاه من الثدي" ولما كان الصبي على

الصفحة 622