كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 9)

بِالْحَجِّ خَالِصًا لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ غَيْرُهُ، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ صُبْحَ رَابِعَةٍ مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَأَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحِلَّ، قَالَ: "أَحِلُّوا وَاجْعَلُوهَا عَمْرَةً"، فَبَلَغَهُ عَنَّا أَنَا نَقُولُ: لَمَّا لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَرَفَةَ إِلَّا خَمْسًا أَمَرَنَا أَنْ نَحِلَّ، نَرُوحُ إِلَى مِنًى وَمَذَاكِيرُنَا تَقْطُرُ مِنَ الْمَنِيِّ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا فَقَالَ: "قَدْ بَلَغَنِي الَّذِي قُلْتُمْ، وَإِنِّي لَأَبَرُّكُمْ وَأَتْقَاكُمْ، وَلَوْلَا الْهَدْيُ، لَحَلَلْتُ، وَلَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ" قَالَ: وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ: "بِمَ أَهْلَلْتَ؟ " قَالَ: بِمَا أَهَلَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: " فَاهْدِ وَامْكُثْ حَرَامًا كَمَا أَنْتَ" قَالَ: وَقَالَ لَهُ سُرَاقَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عُمْرَتُنَا هَذِهِ لِعَامِنَا أَمْ لِلْأَبَدِ؟ قَالَ: فَقَالَ: "بَلْ للأبد" 1. [78:1]
__________
1إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو خثيمة: هو زهير بن حرب، وإسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية، وعطاء: هو ابن أبي رباح، وقد صرح ابن جريج بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه أحمد 3/217 عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومفرقاً الشافعي 1/373، والحميدي 1293، والبخاري 1557 في الحج: باب من أهل فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم، و 2505 في الشركة: باب الإشتراك في الهدي والبدن، و 4352 في المغازي: باب بعث علي بن أبي طالب عليه السلام، وخالد بن الوليد إلى الوليد إلى اليمن، و 7367 في الأعتصام: باب نهي النبي صلى الله عليه وسلم على التحريم إلا ما تعرف إباحته، ومسلم 1216 في الحج: باب بيان وجوه الإحرام، والنسائي 5/205 في المناسك باب الوقت الذي واف فيه النبي صلى الله عليه وسلم مكة والبيهقي 5/41، والبغوي 1872 من طرق عن ابن جريح، به.
وأخرجه مطولاً ومفرقاً أيضاص الطيالسي 1676، وأحمد 3/305و366، والبخاري 1676، وأحمد 3/366، والبخاري 1651 باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف، 1785 في العمرة: باب عمرة التنعيم و 7230 في التمني: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو ... =

الصفحة 101