كتاب طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (اسم الجزء: 9)

(ويعيب من طرق التفقه وَجهه ... والعشق يُفْتِي أَن ذَاك الْمَذْهَب)
(وَلَقَد تعبت بعاذل ومراقب ... هَذَا يزير والرقيب ينقب)
(ومؤذنا سلوانه وغرامه ... هَذَا يرجع حَيْثُ ذَاك يثوب)
(وَأَقُول للقلب الَّذِي لَا يَنْتَهِي ... عَن حبه أبدا وَلَا يتَجَنَّب)
(قد كدت أَنَّك لَا تسميك الورى ... قلبا لكونك عَنهُ لَا تتقلب)
(وَلَو اسْتَطَعْت فركته وأدرته ... عَنهُ وَلَكِن مَا لقلبي لولب)
(بِأبي غَنِي ملاحة أَشْكُو لَهُ ... فقري فَيُصْبِح بالغنى يتطرب)
(قمر على غُصْن وغصن فَوْقه ... قمر على طول المدى لَا يغرب)
(قل للغزال وللغزالة إِن رنا ... أَو لَاحَ يهرب ذَا وَتلك تغيب)
(مَا زلت أرفع قصَّة الشكوى لَهُ ... وَأجر أَسبَاب الخداع وأنصب)
(حَيْثُ العواذل والرقيب بمعزل ... عَنَّا وَحَيْثُ الْوَقْت وَقت طيب)
(وَطلبت رشف الثغر مِنْهُ فَقَالَ لي ... مَا فِي الْوُجُود سوى المدامة يطْلب)
(وَغدا ينادمني وكأس حَدِيثه ... أشهى إِلَيّ من الْعَتِيق وَأطيب)
(وَأَقُول حِين رشفت صافي ثغره ... من بعد ثغرك مَا صفا لي مشرب)
(قَالَ احسب الْقبل الَّتِي قبلتني ... فأجبت إِنَّا أمة لَا نحسب)
(لله ليل كالنهار قطعته ... بالوصل لَا أخْشَى بِهِ مَا يرهب)

الصفحة 380