كتاب طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (اسم الجزء: 9)

(وَكَأن ذَاك النَّهر فِيهِ معصم ... بيد النسيم منقش ومكتب)
(وَإِذا تكسر مَاؤُهُ أبصرته ... فِي الْحَال بَين رياضه يتشعب)
(وشدت على العيدان ورق أطربت ... بغنائها من غَابَ عَنهُ المطرب)
(فالورق تشدو والنسيم مشبب ... وَالنّهر يسْقِي والحدائق تشرب)
(وضياعها ضَاعَ النسيم بهَا فكم ... أضحى لَهُ من بَيْننَا متطلب)
(وحلت بقلبي من عَسَّال جنَّة ... فِيهَا لأرباب الخلاعة ملعب)
(وَلكم طربت على السماع لجنكها ... وَغدا بربوتها اللِّسَان يشبب)
(فَمَتَى أَزور معالما أَبْوَابهَا ... بسماحه كتب الْكِرَام تبوب)
(وَأرى حمى قَاضِي الْقُضَاة فَإِنَّهُ ... حصن إِلَيْهِ من الزَّمَان الْمَهْرَب)
(مَا زَالَ للْعُلَمَاء فِيهِ تعلم ... مِنْهُ وللأدباء فِيهِ تأدب)
(كم طَالب للْعلم فِيهِ وطالب ... لِلْمَالِ تمّ لذا وَذَا مَا يطْلب)
(عُلَمَاء أهل الأَرْض حِين تعدهم ... فِي الْفضل دون مقَامه تتذبذب)
(وَله مَذَاهِب فِي المكارم حَاتِم ... لَو عَاشَ كَانَ بِمِثْلِهَا يتمذهب)
(كثرت عطاياه فخلنا أَنه ... معن وحاشاه بذلك يلْعَب)
(لله مِنْهُ مَكَارِم تاجية ... سبكية تبدو وَلَا تتحجب)

الصفحة 382