كتاب طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (اسم الجزء: 9)

إيه وَحَيْثُ الطّواف بِالْبَيْتِ حجَّة عقب حجَّة وَالْعمْرَة فِي رَمَضَان عَاما بعد عَاما تعدل حجَّة بعد حجَّة والفرار إِلَى الله ذِي الْحجَّة الْبَالِغَة يَا لَهَا من حجَّة
وَحَيْثُ تُوضَع خَطَايَا وأوزار وَيرْفَع وَلَا يخْفض على الْجوَار عمل من حَيا على بعد أوزار فَكيف بِمن والى بَين رجبي مُضر مَزَار نزار ثمَّ أقسم وَقد خيم بذلك الفناء الْبَار أَنه أحب جوَار الله اعتزالا للنَّاس وَصرح بِأَنَّهُ لَا بدع لِجَار الله إِذا اعتزل وَأَشَارَ وكدت أصوبه لَكِن خشيت قَول ابْن عمر إِنِّي مِنْهُم بَرِيء ويقيني أَن الله بَرِيء من الْجَار
نعم وَحَيْثُ الْبَحْر العجاج رؤبة الْأَدَب وكعبته المحجوجة لكل مُحْتَاج والمنهل الَّذِي يروي وَفد الْبَيْت فتناديه الرواء {أجعلتم سِقَايَة الْحَاج} تفجر عيُونا فسقى الغضا والساكنيه ولحظه بالعناية والمشترك مَحْمُول على مَعَانِيه حاطه الله حَيْثُ أضحى وَأمسى وتولاه حَيْثُ سَار وَحل
مُؤديا بسلامه فَرِيضَة لَا يُخرجهَا عَن وَقتهَا وَلَا يَقْضِيهَا مهديا تحيته على مبلغ قدرته

الصفحة 388