كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)

التي كشفت عنها علوم العصر الطبية، وهي بجملتها رحمة بهذا المخلوق الضعيف - الوليد - الذي أمن له البارئ سبحانه وسائل الصحة والوقاية ... ولقد اتصلنا بعد هذا البحث بالأطباء الذين قاموا بإجرائه وقدمنا لهم اقتراحا بعمل التجارب على السكريات من التمر واقترحنا إجراءها على الأطفال المسلمين الذي يرغب أولياء أمورهم بذلك، وكذلك عمليات الختان التي يجد المسلمون عادة صعوبة بالغة في إجرائها في المستشفيات البريطانية والتي نحلم جميعا بتسهيلها لأطفالنا الذكور بعد الولادة، بالإضافة إلى ممارسة الرضاعة الطبيعية أيضا، لا شك أن كل هذا سيكون مصدرا جيدا لإتمام البحث العلمي الطبي. ولعل في هذا البيان ما يحث العلماء والأطباء المسلمين على إجراء التجارب العلمية والطبية على كثير مما ورد في القرآن الكريم وفي سنة الرسول صلى اللّه عليه وسلم في ذلك بلا ريب خدمة عصرية طبية لحقائق الإسلام وللدعوة إلى اللّه بأسلوب العصر ولتثبيت اليقين وترشيد الضائعين من أبناء المسلمين «1».
يقول الدكتور أنيس الراوي: يولد الطفل معقما 100 خ فيحتاج إلى فلورا للفم، ووجد أن التحنيك يمنح الطفل (الفلورا)، وأن جراثيم الفم للعائلة الواحدة والتي يحمل الطفل مضاداتها في دمه من أمه (مناعة طبيعية) تحدد بهذا التحنيك، وكذلك فإن الطفل بعد تحنيكه من فم الأسرة يمنع من الحصول على جراثيم غريبة عن جراثيم فم الأسرة الواحدة لأنه لو كشفنا عن جراثيم الفم للأسرة الموحدة نجدها متشابهة وتختلف عن الأسر الأخرى.
أما عن مدة الحمل والفصال وفوائد الرضاعة الطبيعية، فيقول اللّه تعالى:
* والْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ، (البقرة: من الآية 233) .. قال جمهور المفسرين: إن هذين الحولين لكل ولد، وروي عن ابن عباس أنه قال هي في الولد يمكث في البطن ستة أشهر فإن مكث سبعة أشهر فرضاعه ثلاثة وعشرون شهرا، فإن مكث ثمانية أشهر فرضاعه اثنان وعشرون شهرا، فإن مكث تسعة أشهر فرضاعه واحد وعشرون شهرا لقوله تعالى: ووَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً ووَضَعَتْهُ كُرْهاً وحَمْلُهُ وفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وبَلَغَ
______________________________
(1) د. عبد الحميد القطمة، رئيس الجمعية الطبية الإسلامية في بريطانيا، مجلة الطبيب العربي، المجلد 5، العدد 3، 1995، ص 19 - 20، تصدر عن اتحاد الأطباء العرب في أوروبا.

الصفحة 10