كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)

أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وعَلى والِدَيَّ وأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15)، (الأحقاف:
15). وعلى هذا تتداخل مدة الحمل ومدة الرضاع. ويقرر القرآن هنا حقيقة فائدة الرضاع من حليب الأم المعقم والذي هو أصح غذاء من كل أنواع الحليب الصناعي والعادي.
ففائدته الغذائية والنفسية ثابتة ومهمة للأم ومفيدة لأعضائها التناسلية، وتقلل من الاستعداد للحمل طوال مدة الرضاعة حتى تستعيد الأم صحتها وتختزن في جسمها المواد اللازمة للحمل مما كشفه الطب الحديث «1».
لقد أثبتت الأبحاث الطبية أن لبن الأم يتفوق تفوقا حاسما من ناحية تركيبه الفريد واحتوائه على المواد الأساسية للحياة والتغذية والنمو من بروتينات ودهون وفيتامينات وأملاح ومعادن. كذلك أكدت البحوث الطبية على الذين يرضعون رضاعة طبيعية من الأم، وآخرين يرضعون حليبا مجففا أن مادة الدهنيات الفوسفورية pospholipids والموجودة في حليب الأم بنسبة كبيرة، والتي تدخل في تركيب الجهاز العصبي للطفل، تلعب دورا أساسيا في نموه ولها تأثير كبير يمتد أيضا إلى نهاية عمر الإنسان. كما وأكدت أيضا أن أطفال الرضاعة الطبيعية أكثر ذكاء من أطفال الرضاعة الصناعية بسبب تأثير الرضاعة الطبيعية في نمو مخ الطفل في العام الأول.
كذلك أثبتت البحوث أيضا أن دهن الكوليسترول في لبن الأم أقل نسبة 10 خ من اللبن المجفف ولذلك فإن أطفال الرضاعة الطبيعية أقل عرضة لمرض تصلب الشرايين والبدانة والذبحة الصدرية فيما بعد، وهذا ما أكده الدكتور فردريك روبين الحاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1976. بالإضافة إلى أن لبن الأم يحمي الطفل من أمراض الحساسية الغذائية التي تبدأ مع الشهور الأولى لحياة الطفل، وقد نوقشت نتائج البحوث التي أجراها الدكتور فيالات أستاذ أمراض الحساسية بكلية طب باريس مع الدكتور سمير خضر أستاذ الصحة العامة لكلية طب طنطا، وملخصها أن لبن الأم يحوي على أجسام مناعية تقلل إفراز مادة الاميونوجلوبين المسببة للحساسية، كما أن لبن الأم يحتوي على مواد بيئية تحمي الطفل من الإصابة بأي مرض ويعطي فرصة لبناء جهازه
______________________________
(1) قرص موسوعة الطب النبوي، الإعجاز الطبي في الإسلام، الرضاعة.

الصفحة 11