كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)
الفصل الثاني التوصيات الجنسية والتناسلية في القرآن والسنة
اهتم الإسلام بأصلية القرآن الكريم والسنة المطهرة بالأمور الصحية وعلى رأسها المسائل التناسلية وما يرتبط بها من عملية الجماع، وصحة الأعضاء التناسلية للجنسين وكيفية إدامتها، وما يتعلق بالتغذية الضامنة لذلك، ومن أمثلة ذلك اهتمامه بالدم وتبيان حالاته، وكذلك حالة الحيض للمرأة، وغير ذلك مما سنفصل أدناه:
1. دم المحيض (الدورة الشهرية عند المرأة)
: يقول اللّه تعالى في كتابه العزيز: ويَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ ولا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَاتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ويُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)، (البقرة: 222).
نقرأ في العجاب في بيان الأسباب (ج: 1 ص: 553) ما نصه: (أخرج مسلم من طريق ثابت البناني عن أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت فسئل النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأنزل اللّه تعالى ويَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً ... ، الآية فأمرهم أن يؤاكلوهن ويشاربوهن وأن يكونوا معهن في البيوت وأن يفعلوا كل شيء ما خلا النكاح، فقالت اليهود ما يريد هذا الرجل أن يدع شيئا من أمرنا إلا خالفنا فيه، فجاء عباد بن بشر وأسيد بن حضير فأخبراه بذلك وقالا يا رسول اللّه أ فلا ننكحهن في المحيض فتمعر وجه رسول اللّه حتى ظننا أنه قد غضب عليهما فقاما فاستقبلهما هدية من لبن فأرسل النبي صلى اللّه عليه وسلم في آثارهما فسقاهما فعلمنا أنه لم يغضب عليهما. وأخرج عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة كان أهل الجاهلية إذا حاضت المرأة لم يجامعوها في بيت ولم يؤاكلوها في إناء فأنزل اللّه تعالى في ذلك وحرم فرجها وأحل ما سوى ذلك) ..
وفي نفس الكتاب (ج: 1 ص: 555) نقرأ ما نصه: (سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في قوله