كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)
عز وجل ويَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ، قالت اليهود من أتى امرأته من دبرها كان ولده أحول وكان نساء الأنصار لا يدعن أزواجهن يأتونهن من أدبارهن فجاءوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهي حائض وعما قالت اليهود، فأنزل اللّه تعالى:
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ ولا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَاتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ويُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)، وهنا يعني الاغتسال فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم اللّه يعني القبل، وقال تعالى: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَاتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ واتَّقُوا اللَّهَ واعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)، (البقرة: 223). وإنما الحرث حيث ينبت الولد ويخرج منه قلت وهذا مع انقطاعه فيه نكارة في سياقه).
عند ما نقرأ الآية مليا نقف عند قوله تعالى: (قل هو أذى)، أي قل يا محمد هو أذى. هذا الأذى للمرأة بألمها وللرجل لقرف المنظر وللحالة النفسية للاثنين معا، ووجه الأذى هنا والذي بسببه حرم الاختلاط الجنسي في هذا الوقت كما اكتشفت البحوث الحديثة بعد مرور 14 قرنا من نزول الآية، أن المهبل يحتوي أورجانيزمات بكتيرية عضوية تسمى ( dodderlein bacilli) تخمر الجليوكوجين إلى حامض اللبن فتجعل محتويات المهبل حامضية تقاوم الإصابة ولكن في وقت الحيض وبسبب نزول الدم يكون الوسط متعادلا لا يقاوم نمو الجراثيم الضارة، فالاتصال الجنسي في هذه الفترة وسيط خصب لنقل الجراثيم الصديدية لتتكاثر في المهبل وتؤدي إلى التهاب الجهاز التناسلي فتقود إلى العقم، وقد يمتد ذلك الأذى للرجل. كذلك تكون المرأة مضطربة الأعصاب تقاسي آلاما شديدة في صلبها وحدة في طبعها واحتقانا في أعضائها التناسلية، والطب يمنع الأخصائي من الكشف عليها زمن الحيض كي لا يضاعف من آلامها، وبذلك تكون حرمة الوقاع والجماع هنا منطقية جدا لفائدة جميع الأطراف لما يترتب عليها من أضرار صحية جسيمة «1».
وهنا تجدر الإشارة إلى أن باحثة فرنسية متخصصة درست حالة المحيض في
______________________________
(1) قرص موسوعة الطب النبوي، الإعجاز الطبي في الإسلام، المحيض.