كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)
اسمع أخي في اللّه وتدبر: واللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ويُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيماً (27)، (النساء: 27).
اكتشف العلم الحديث أمراضا مرعبة يتسببها الزنا منها الزهري، السيلان، القرحة الرخوة، القرحة الأكالة. الزهري يقود إلى الشلل وتصلب الشرايين والذبحة الصدرية وتساقط الشعر والإجهاض عند المرأة، وفي الجنين البله والضمور العضلي الوراثي. بينما السيلان يؤدي إلى العقم والتهاب الجهاز التناسلي بأجمعه والعمى وروماتيزم الشباب.
وكل الأمراض التناسلية تؤدي إلى انحراف المراكز العليا بالمخ عن وظيفتها الأصلية «1».
أما عن مرض العصر الذي دوخ علماء الطب والوراثة والأمراض فهو مرض الإيدز أو مرض نقص المناعة والذي ينتج عن الزنا أساسا وعن أسباب أخرى. وكأن اللّه تعالى يريد أن يقول للناس كلما ازددتم فسادا كانت لكم أمراض تفتك بكم حتى تفيقوا من فسادكم وتطبقوا أوامر اللّه في العلاقات الجنسية السليمة، ولعل حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في هذا الموضوع يبين التحذير من خطورة المسألة، فعن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: ((قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: خمس بخمس)، قيل يا رسول اللّه وما خمس بخمس قال صلى اللّه عليه وسلم: (ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم وما حكموا بغير ما أنزل اللّه إلا فشا فيهم الفقر ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر ولا طففوا المكيال إلا حبس عنهم النبات وأخذوا بالسنين)) «2» ... وروى ابن ماجة والبزار والبيهقي من حديث ابن عمر ولفظ البيهقي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: ((يا معشر المهاجرين خصال خمس إن ابتليتم بهن ونزلن بكم أعوذ باللّه أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولو لا البهائم لم يمطروا ولا نقضوا عهد اللّه وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدو من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم وما لم
______________________________
(1) قرص موسوعة الطب النبوي، الإعجاز الطبي في الإسلام، الزنا.
(2) رواه الطبراني في المعجم الكبير، ج/ 11، ص 45، رقم (10992)، وانظر مجمع الزوائد للهيثمي، ج/ 3، ص 65، والكبائر للذهبي، ص 35، والترغيب والترهيب، ج/ 1، ص 310.