كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)

3. ثم في موضع آخر وهو الميثاق الذي أخذ على بني إسرائيل بأن يطبقوا ما أمرهم اللّه تعالى في شريعة سيدنا موسى عليه السلام فلم ينفذوا وخانوا الأمانة ورَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ وقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (154)، (النساء: 154).
فلك الحكم أخي الكريم، فانظر أي الخيارات تختار أ تكون من النوع الذي يؤدي أمانة هذا الميثاق الغليظ فتكون أمينا عند اللّه كحال من أدوه من أولي العزم من الرسل، أم ممن خانوه فتكون من النوع الثالث، وإن من أعظم خيانات هذا الميثاق الزنا الذي كان صنوا للكفر والعياذ باللّه. فقد أخرج ابن أبي الدنيا عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: (ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند اللّه من نطفة يضعها الرجل في رحم لا يحل له).
أما الشذوذ الجنسي كاللواط مثلا فقط خص القرآن الكريم آيات عديدة لتفصيل قصة العذاب الذي حل بمجموعة بشرية مارست اللواط هي قرية سدوم في وادي الأردن والتي حذرها سيدنا لوط من مغبة فعلها في الشذوذ الجنسي. يقول اللّه تعالى في قصة هؤلاء الشاذين على لسان سيدنا لوط عليه السلام: إِنَّكُمْ لَتَاتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81)، (الأعراف: 81) .. أَإِنَّكُمْ لَتَاتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)، (النمل: 55) .. ولُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَاتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (28)، (العنكبوت: 28) .. أَإِنَّكُمْ لَتَاتُونَ الرِّجالَ وتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وتَاتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)، (العنكبوت: 29).
معلوم أن الشذوذ الجنسي ومنه اللواط له أضرار صحية واجتماعية ونفسية للفرد والمجتمع، ولا داعي لسرد ما توصلت له البحوث الطبية في ذلك لأن فيه تفصيلا كبيرا من جهة ولأن النفس البشرية السوية تعف عنه من جهة أخرى، ومن أراد التفصيل فبإمكانه الرجوع لمصادر طبية عالمية تتحدث عن تلك الإضرار.

الصفحة 22