كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)

الفصل الثالث التغذية الصحية
من الطعام ما هو مفيد ومنه ما هو مضر، وقد فصل الطب القرآني والنبوي في هذا أيما تفصيل، وإليكم بعضا من هذا:
1 - الفاكهة واللحم
: يقول اللّه تعالى: وفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) ولَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21)، (الواقعة). ترى لما ذا سبقت الفاكهة اللحوم؟، وهل في ذلك سر؟، فالقرآن كما عرفنا منظم متسلسل مترابط بشكل معجز لا يمكن التقديم والتأخير أو الزيادة والحذف فيه، وأن علمه وحقائقه سبقت علوم المتأخرين. يجيب الدكتور دلاور محمد صابر عن هذا التساؤل بقوله:
إن الفاكهة كما هو معروف عنها تحتوي على سكريات بسيطة سهلة الهضم وسريعة الامتصاص حيث تستطيع الأمعاء امتصاص السكر الموجود فيها خلال نصف ساعة فإذا بالدم يحصل على السكر الذي هو بمثابة وقود له، ويصل السكر عن طريق الدم إلى جميع أنسجة الجسم ويبعث النشاط في جميع خلاياه، وبذلك يصل ذلك الوقود إلى الدماغ والعضلات. أما الأغذية المعاصرة المليئة بالدهون فتحتاج إلى مساعدات لهضمها لأن المواد الدهنية فيها تعيق الهضم وتؤخره إلى ست ساعات أو أكثر، وهذا هو الأساس في أن الصائم يشعر بالدوخة والتراخي وزوغان البصر والخمول إذا أفطر بتلك الأغذية الدسمة. بينما إذا بدأنا إفطارنا بتمرات سهلة الهضم وهي سنة المصطفى صلى اللّه عليه وسلم ترانا نتنشط وبالإضافة إلى أنها تحد من شبع ونهم الصائم ولا ترهق المعدة بل تبدأ عملها بتدرج في هضم التمر السهل الامتصاص، ثم بعد نصف ساعة يبادر الصائم بالإفطار المعتاد .. علما بأن الفواكه الأخرى من العنب والتين والعناب .. الخ لها نفس دور التمر لاحتوائها على السكريات البسيطة السهلة الهضم، ولكن التمر يتميز بغناه بالمعادن والفيتامينات فهو غذاء كامل، كما أوضحنا ذلك سابقا.
إذن يجب علينا اتباع هذا المنهج في التغذية أي الابتداء بالفاكهة وقبل اللحم وقبل أي مأكولات آنفة الذكر كي لا نشعر بالتخمة والامتلاء والدوخة.

الصفحة 23