كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)
((إنه ليرتو فؤاد الحزين ويسرو عن فؤاد السقيم كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء في وجهها)) «1»، .. (يرتوه: أي يشده ويقويه، يسرو: يكشف ويزيل) «2».
وذكر ابن القيم في الطب النبوي عن الشعير أنه نافع للسعال وخشونة الحلق، صالح لقمع حدة الفصول، مدر للبول، جلاء لما في المعدة، قاطع للعطش، مطفئ للحرارة، وفيه قوة يجلو بها ويلطف ويحلل.
وأود أن أوضح هنا ما أوضحه الدكتور دلاور محمد صابر لئلا يختلط الأمر على بعض القراء، إذ أن الطب النبوي ليس كطب الأطباء، فطب النبي صلى اللّه عليه وسلم متيقن قطعي إلهي صادر عن مشكاة النبوة وكمال العقل ولا يخضع قوله لتجربة أو تحليل فهو وحي يوحى من رب العزة مالك الملك خالق كل شيء العالم بالسر وأخفى.
2 - أثر تناول الدم
: وفي موضوع ذي صلة حرم الإسلام شرب الدم بعد أن كان عرب الجاهلية يشربونه ويعتبرونه طعاما مهما، يقول اللّه تعالى حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ والدَّمُ ولَحْمُ الْخِنْزِيرِ وما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ والْمُنْخَنِقَةُ والْمَوْقُوذَةُ والْمُتَرَدِّيَةُ والنَّطِيحَةُ وما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ وما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ واخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3)، (المائدة: 3).
نهت الآية المباركة لأسباب صحية وقائية بحتة عن بعض المأكولات الضارة والخمر، فحرم الميتة أي (الحيوان الميت)، والمنخنقة (أي الحيوان الميت خنقا)، والموقوذة (أي الحيوان الميت بالضرب)، والمتردية (أي الحيوان الميت بالسقوط من علو)،
______________________________
(1) أخرجه ابن ماجة والترمذي والحاكم، سنن ابن ماجة، 2/ 1140، رقم (3345)، وسنن الترمذي، 4/ 383، باب ما جاء في ما يطعم - المريض، رقم (2039)،، والمستدرك، 4/ 227، رقم (7454)، وذكره ابن القيم في الطب النبوي، ص 254.
(2) العلم والإعجاز، د. دلاور محمد صابر، ص 95 - 97، بتصرف، وقد أورد الباحث البحوث الأصلية باللغة الألمانية للعلماء المؤلفين الكتاب نقلا عن كتاب الحقائق الطبية في الإسلام للدكتور عبد الرزاق الكيلاني، 1996، ص 30. وذكره ابن القيم في الطب النبوي، ص 254.