كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)

وذكر الباحث أنه تم في الخارج الآن انتلج كبسولات من الحامض الدهني (3 - ؟) للاستخدام البشري في العلاج من الأمراض والوقاية منها بالإضافة إلى احتوائه على فيتامين ( a d). إلا أنه حذر من تناول كبسولات الدهن السمكي الخالص والمعروفة عند الناس بكبسولات دهن السمك لأنها تؤدي إلى مضاعفات لا تحمد عقباها. وقد اعتمد الباحث على بحوث كثيرة نشرها في كتابه (العلم والإعجاز) بنصوصها الأجنبية وهي عن مجلة ( modern medicine of the middle east)، والمنشورة عام 1990 حول دور زيت السمك في معالجة نسبة الدهن في الدم «1». فسبحان اللّه الذي لطف بعباده وأرشدهم إلى أهمية السمك في طعامهم وحياتهم.
4 - أضرار الخمر
: الخمر من خمر الإناء وغطاه، واختمرت المرأة لبست الخمار، والخمار هو الذي تغطي به المرأة وجهها. وقيل: سميت الخمر خمرا لمخامرتها العقل، وكل مادة تستر العقل وتغطي عليه تسمى (خمرا) يابسا كان أو سائلا ... قال الأعرابي: وقيل سميت (الخمر) خمرا لأنها تركت فاختمرت، واختمارها تغير ريحها.
وإذا كانت الخمر تذهب العقل وتفقد الشارب وعيه، وتجر عليه أضرارا عديدة، فإن خمر الجنة خالية من الإضرار، وليست بها مادة السّكر، ولقد قال اللّه تبارك وتعالى في القرآن المجيد: لا فِيها غَوْلٌ ولا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ (47)، (الصافات: 47). والغول كلمة عربية جرى تحريفها إلى كحول، فخمر الجنة لا سكر بها، ولا كحول بها، ولا اغتيال للعقول بها، ولا ضرر منها، لأن كل ما اغتال الإنسان فأهلكه فهو (غول)، هذا ما قاله الرازي في مختار الصحاح ... ولقد كان العرب في الجاهلية (قبل ظهور الإسلام) يعاقرون الخمر، ويحتفون بها حتى إنهم أطلقوا عليها مائة اسم تقريبا، وذكروها كثيرا في أشعارهم، ووصفوها وكذلك أنواعها وأقداحها ومجالسها. ويعرف الفقهاء الخمر بأنها اسم جامع لكل ما أدى إلى السكر وفقدان الوعي، سواء ما كان مصدرها فاكهة (كالعنب والتمر والزبيب)، أم حبوب اللقاح (كالقمح، والشعير، والذرة)، أم عسلا، وسواء عولجت بالنار (أي: طبخت) أم لا. والعلة في تحريم الخمر هي السكر.
أما مراحل تحريم الخمر في القرآن العظيم فهي:
______________________________
(1) نشرت في الصفحة (62) من كتاب العلم والإعجاز للباحث الدكتور دلاور محمد صابر.

الصفحة 28