كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)

الكتاب التاسع: الطب في القرآن والسنة المطهرة
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مقدمة
الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل وأشرف رسله وأنبيائه سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد.
فهذا هو لقاؤنا التاسع معكم في سلسلتنا (ومضات إعجازية)، لنتكلم فيه عن السبق القرآني في مجال الطب وتخصصاته.
إن ما في كتاب اللّه وسنة رسوله صلى اللّه عليه وسلم من سبق لعلوم الطب الحديث ما يدفع أولئك المساكين من بعض الجهال الذين اتهموا الإسلام بالتخلف إلى أن يطأطئوا رءوسهم خجلا مما ادعوه زورا وبهتانا، كما ويدفع كل المسلمين إلى رفع رءوسهم اعتزازا بهذا الدين العظيم الذي جعل رحمة للعالمين.
إن المرء ليجد في الأحكام النبوية مثلا أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يديم التطبب في حال صحته ومرضه، أما في صحته فباستعمال التدبير الحافظ لها بالرياضة وقلة المتناول من الطعام وأكله الرطب بالقثاء والرطب بالبطيخ وكان يقول صلى اللّه عليه وسلم: (يدفع حر هذا برد هذا)، وإكحال عينيه بالإثمد كل ليلة عند النوم وتأخير صلاة الظهر في زمن الحر القوي ويقول صلى اللّه عليه وسلم:
(أبردوا بها) ... وأما تداويه في حال مرضه صلى اللّه عليه وسلم فثابت بما روي من ذلك في الأخبار الصحيحة منها: فعن عروة عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كثرت أسقامه، وكان يقدم عليه أطباء المربع الحج فيصفون له فنعالجه بها. والطبيب الشمردل بن قباب الكعبي النجراني ذاكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في مسائل طبية، وأخيرا قبّل الشمردل ركبة النبي صلى اللّه عليه وسلم وقال: والذي بعثك بالحق أنت أعلم بالطب مني .. وحين مرض سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه أتاه صلى اللّه عليه وسلم فوضع يده بين ثدييه وقال صلى اللّه عليه وسلم: (إنك رجل مفئود، ائت الحارث بن كلدة فإنه رجل يعرف الطب)، وكذلك كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يأمر من كانت به علّة أن يأتيه فيستوصفه - أي يطلب منه وصف دواء - .. وعن محمد بن سعيد عن أبيه قال: مرض سعد فعاده النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: (إني لأرجو أن يشفيك اللّه)، ثم قال للحارث بن كلدة (عالج سعدا) .. وفي صحيح مسلم عن جابر قال بعث النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى أبي بن كعب طبيبا فقطع منه عرقا ثم كواه عليه .. وفي الإصابة: دخل النبي صلى اللّه عليه وسلم على

الصفحة 3