كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)
محمد ... إن اللّه عزّ وجلّ لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومستقيها))، وروى أحمد عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: ((من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر))، وروى مسلم في صحيحه وأبو داود والترمذي أن طارق الجعفي سأل النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الخمر فنهاه، فقال طارق: إنما أصفها للدواء، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ((إنه ليس بدواء، ولكنه داء)). أخرج البخاري مرفوعا عن ابن مسعود رضي اللّه عنه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: ((إن اللّه لم يجعل شفاؤكم فيما حرّم عليكم))، وروى أحمد وأبو داود عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: ((ليشربن أناس من أمتي الخمر ويسمونها بغير اسمها))، وأخرج الشيخان وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ((الخمر ما يخامر العقل)).
يرجع الخطر الأكبر في تناول الخمور إلى أن الجهاز العصبي يعود على الكحول بالتدريج، بحيث إن الكمية التي تؤدي إلى الشعور بالراحة بعد التعب، أو باللذة ونسيان الهموم، لا تكفيه في المرات التالية، بل يحتاج الشخص إلى تناول ضعفها أو ثلاثة أضعافها لكي يشعر بنفس التأثير، وهذا بدوره يؤدي به إلى الإدمان، ولهذا، فإن العلم يكذب كل من يدعي القدرة على الاعتدال في الشرب بصفة دائمة طوال الحياة ...
ومن الملاحظ أن جميع الذين يشربون الخمور بانتظام يدعون أنهم معتدلون!! وأنهم يستطيعون المحافظة على هذا الاعتدال مدى الحياة ... وردا على هذه المغالطة نقول:
نشرت جمعية منع المسكرات في نيويورك عام 1987 إحصائية تفيد بأن من بين كل عشرة أشخاص يشربون الخمر يوجد ثلاثة مصابين بالإدمان، ينتقلون إلى المرضى صحيا واجتماعيا. أما السبعة الباقون فهم عرضة للإفراط في الشرب أكثر من مرة، بحيث يتعرضون للكثير من المشاكل والحوادث في فترات حياتهم.
يدّعي البعض أن للخمر قيمة غذائية، لكن العلم الحديث يؤكد أن السعرات الحرارية التي تنتج بأكسدة الكحول (أي: إحراقه أو أيضه واستقلابه) لا يستطيع الجسم أن يحولها إلى طاقة قابلة للاستعمال وقت اللزوم، وأن هذه الحرارة الناتجة عن أكسدة الكحول تضر بالشارب لأنها تولد لديه شعورا بالشبع فلا يقبل على الأكل،