كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)
الحصيات الكلوية، وذلك بمساعدتها على إدرار البول، ولكن الطب الحديث يؤكد حدوث أضرار كبيرة على الكلى بسبب تعاطي الخمور، وإذا كان الكحول له تأثير على الجزء الخلفي للغدة النخامية فيمنعها من إطلاق الهرمون المضاد لإدرار البول، فإن هذا الإدرار غير مفيد في تخليص الجسم من الأملاح الزائدة والسموم والحصيات الكلوية، لأن الكحول يؤدي إلى ارتفاع تركيز الدهن في الدم، فيرهق الكلى في التخلص من كميات الدهن، وبالتالي تضعف ثم تفشل، وهكذا يصاب الشارب بالفشل الكلوي، وتتراكم السموم في جسمه، ويكون مهددا بالموت. وقد أثبتت البحوث الحديثة أن تعاطي الخمر يزيد من نسبة الإصابة بأمراض لا حصر لها منها مرض هشاشة العظام وأمراض القلب والأوعية الدموية والجلطات القلبية والدماغية وأمراض الجهاز الهضمي والعصبي وغيرها.
وعن أضرار الخمور الاجتماعية أوضحت المراجع أن الخمر من أبرز أسباب التفكك الأسري، وانحراف القصّر، وارتفاع نسبة العاطلين، ومعدل الجرائم، وحوادث المرور والطرق ... أما بالنسبة للأضرار النفسية للخمور، فمنها على سبيل المثال وليس الحصر، حدوث فقدان الذاكرة، والشرود، والصداع، والغثيان، والاكتئاب عند الإفاقة من السكر، والصرع، والاضطرابات العاطفية، والقلق، وهوس الشراب، والخرف، والذهان، والهلاوس، والأوهام، والتشنجات واضطراب نظم القلب، والهذيان الرعاش ... كما أفاضت المراجع في شرح التأثيرات الضارة للخمور في أجهزة الجسم الداخلية، كالجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي، والجهاز الدوراني (القلب والأوعية الدموية)، والجهاز البولي، والجهاز الحركي، والجهاز العصبي، والأيض (الاستقلاب)، والغدد الصماء، والجلد، والعين، والأذن، وتشوه الأجنة .. الخ. وختاما، فإن الكليات الخمس التي ذكرها العلماء تشمل .. حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال ... فلو رفع الدين لما كان ثواب وعقاب، ولو انعدم الإنسان لاختفى من يتدين، ولو تلف العقل لارتفع التكليف، ولو انقرض النسل لتعذر البقاء، ولو ضاع المال لتعذر العيش ... ومن ثم حافظ الإسلام على هذه الكليات الخمس، وشرع من الأحكام ما يصونها، ويحفظها، ومن العقوبات ما يزجر ويردع من يريد المساس بها، وليس هناك جريمة تؤثر في هذه الكليات الخمس كلها في وقت واحد مثل الخمر، وملحقاتها من المخدرات والمسكرات، فالمرء إذا سكر خرج عن شعوره وفقد هيبته وارتكب الموبقات وأهلك الحرث والنسل،