كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)

الفصل الرابع النظافة وأثرها الصحي
ما من دين أو نظام أو قانون حث على النظافة في المأكل والملبس والجسم مثل ديننا الحنيف، وعدّ ذلك من الإيمان باللّه تعالى لأن اللّه تعالى جميل يحب الجمال، كريم يحب الكرم، ولأن النظافة من سمات أهل الجنة، فهي جديرة أن تكون من صفات المؤمن.
ستنطرق إلى بعض أوجه النظافة في الجسم والمتأتية من ضرورة بقاء المسلم على وضوء طيلة يومه لأن ذلك سيكون حصنا له من الشياطين وإذا ما مات سيكون على طهارة تامة. سنتكلم عن الاستحمام والاستنجاء كما عن الوضوء وأركانه كالمضمضة والاستنشاق وتنظيف الأذنين ونظافة اليدين والرجلين وغيرها.
1. الوضوء
: الجلد أكبر جهاز بالجسم ويكون من وزن الجسم الكلي 15 خ ويتكون من طبقات متتالية متعددة وبه غدد التعرق وغدد الدهن وأوبار الشعر وأظافر ذو وظائف حيوية غاية في الأهمية تحمي الجسم وتحفظ ما تحته من الأنسجة والأعضاء، وتنظم حرارة الجسم عن طريق غدد العرق والأوعية الدموية السطحية، تمكن الجسم من الإحساس بالألم والحرارة والبرودة من خلال نهايات الأعصاب، وتفرز الماء وبعض الفضلات عن طريق الغدد العرقية. كما وأن المادة الدهنية المفرزة من غدد الدهن مسئولة عن تكوين الفيتامين (د) المضاد للكساح .. ولما كان الجلد معرضا للوسط الخارجي بما يحمل من فضلات وغبار ورواسب قد تسد مسام الجلد فتؤدي إلى أمراض موضعية وعامة تعرقل وظائفه الحيوية كان الوضوء فرضا بقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ما يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ولكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ ولِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ

الصفحة 37