كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)

عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)، (المائدة: 6)، وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم (الطهور شطر الإيمان). وقد سنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المضمضة والاستنشاق ومسح الأذنين ومقدم شعر الرأس ومؤخرة الرقبة وغسل كل عضو ثلاث مرات.
والوجه كما هو معلوم مرآة للإنسان وغسله يزيل ما علق به من غبار وجراثيم، وكذلك غسل العينين وما قد تتعرض له من جراثيم الرمد الحبيبي، التراخوما أو الرمد الصديدي. وحتى يبدو المسلم بطلعة وضيئة ووجه صبوح وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم (إن اللّه جميل يحب الجميل).
ثم إن مبدأ غسل الأقسام المكشوفة من التراب والغبار الذي يتضمن التخلص من التراب والغبار والإفرازات والجراثيم التي تتلوث بها اليد بإمساك الأشياء الملوثة خاصة بعد قضاء الحاجة، ومن ضمن ذلك يكون تنظيف ما تحت الأظافر فنكون قد اتقينا كثيرا من الإضرار كالديدان الخيطية (الأكزيورس) وبيضها الذي لا يتعدى 1 من العشرة من المليمتر والذي يتسبب بالهرش. فإذا ما تناولنا طعاما أو صافحنا شخصا آخر يده ملوثة بهذا البيض فإن البويضات تدخل الجهاز الهضمي وتتكاثر.
أما المضمضة ففيها من الفوائد الكثير، لأن الفم هو مدخل لكثير من الأمراض المعدية، وتكثر فيه الجراثيم المنتشرة في الجو والتي إذا ما تكاثرت أضرت ولا تتكاثر إلا بوجود فضلات الطعام على اللثة وبين الأسنان خاصة النشوية منها والسكرية، فتحدث رائحة كريهة بالفم والأسنان فتتسوس الأسنان وتلتهب اللثة وتتقيح. والمضمضة بحد ذاتها بالماء وحده تفوق أي معجون أسنان خصوصا إذا ما تكررت عدة مرات في اليوم.
وقد ذكرنا في كتاب النبات ما يتعلق بالسواك الذي يعين على جعل رائحة الفم طيبة وفي ذلك وردت الأحاديث وحثت على استخدامه.
أما الاستنشاق والاستنثار فينظف الأنف ويزيل بقايا الغبار والقاذورات التي علقت فيه أثناء عملية الشهيق والزفير المصاحبة للتنفس، لأن التنفس الصحي عن طريق الأنف المحتوي على حواجز غضروفية مكسوة بغشاء مخاطي مخصص لتكييف الهواء الداخل إلى الرئتين فيسخنه إن كان باردا وبالعكس، لذا كان غسل الأنف ضروريا. وحتى في الحالات المرضية يقي من حالات الزكام والتهابات الجيوب الأنفية.
ثم تأتي عملية غسل الأذنين التي يصح عليها نفس المبدأ لإزالة المادة الشمعية وما

الصفحة 38