كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)

يتراكم عليها من غبار، وقد يؤدي تراكم الشمع والغبار معا إلى ضعف السمع أو التهابات للأذن الخارجية أو حتى الوسطى، فإذا ما امتد إلى الداخلية منها والحاوية على مركز التوازن لوضع الجسم، اضطرب توازن الجسم كله.
ونظافة الرجلين مهمة أيضا لأنها محصورة في أحذية ومعرضة للتعفن خاصة في الفصول الحارة لكثرة إفرازاتها، والمكان الدافئ الرطب كما هو معلوم مناسب لنمو الجراثيم ويحصل فيه تخمرات وتنبعث منه روائح كريهة لا تزول إلا بتكرار الغسل وشدة العناية بالنظافة. والأمر نفسه ينطبق على اليدين غير أنها أكثر الأعضاء تعرضا للقاذورات والأوساخ والأتربة وغيرها مما يعلق من طعام ومواد أخرى فهي الأولى بالنظافة والغسل.
من أجل ذلك كان الوضوء المصاحب للصلاة مشترطا لأداء هذه المهام الأساسية لأن النظافة صفة المؤمنين داخلها وخارجها، خمس صلوات مفروضة ومعها خمس مرات للوضوء تبدأ بغسل اليدين والمضمضة والاستنشاق، وتتكرر مع صلوات النوافل، بل إن المسلم لا يغادر الطهارة فهو متوضئ أينما ذهب. وصدق الصادق الأمين صلى اللّه عليه وسلم في دقة وصفه لحال الوضوء والصلاة مع حال الإنسان الذي يحمل الدرن والوسخ، فقد أخرج البخاري في صحيحه (مواقيت الصلاة 497) عن أبي هريرة أنّه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول:
(أرأيتم لو أنّ نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كلّ يوم خمسا ما تقول ذلك يبقي من درنه)، قالوا لا يبقي من درنه شيئا، قال: (فذلك مثل الصّلوات الخمس يمحو اللّه به الخطايا).
2. نظافة الثياب
: أما نظافة الثياب من الدنس والرجس والحدث الأكبر والأصغر فهو من شروط الصلاة، ومن أخلاق المسلم، يقول اللّه تعالى: وثِيابَكَ فَطَهِّرْ (4) والرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)، (المدثر)، بل وأمر اللّه تعالى بأن يكون المسلم على أجمل هيئة من ثيابه وهو في المسجد:* يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)، (الأعراف: 31) .. وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم آمرا المسلمين بنظافة الثياب وكانوا في سفر: (إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأحسنوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس). وكان صلى اللّه عليه وسلم لا يرضى أن يرى مسلما يهمل

الصفحة 39