كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)
أسعد بن زرارة وقد أخذته الشوكة فكواه .. وفي سنن أبي داود أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كوى سعد بن معاذ من رميته أي أن الجرح الذي حدث لسعد قد حسمه له الرسول صلى اللّه عليه وسلم بمشقص ولما ورم مكان الجرح حسمه مرة ثانية بالكي لإيقاف النزف الشديد الحاصل من الجرح.
ولقد حارب الإسلام البدع والضلالات التي كانت في عهد الجاهلية كالإيمان بالتطير والطيرة والتمائم والتكهن والعرافات والتنجيم والسحر. فقد ورد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: (من علق تميمة فقد أشرك، التولة والتمائم والرقي من الشرك). فالإسلام دين لا يعترف إلا بالأسباب والعلل العلمية والتشخيصية، وينبذ الخرافات كالتمائم (الحجاب الذي يعلق في الصدر ومثله) وغيرها التي ليس لها علاقة بطب أو بمنطق سليم فلا هي تجلب نفعا ولا تدفع ضرا .. عن الأزهري قال: كانت الكهانة في العرب قبل الإسلام فلما بعث النبي صلى اللّه عليه وسلم بطل علم الكهانة وأزهق اللّه تعالى الباطل بالفرقان جاء في الحديث: (المنجم كاهن، والكاهن ساحر، والساحر كافر)، وعن جندب قال، قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (حد الساحر ضربة بالسيف). وقد كتب عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قبل موته يشير إلى عماله في الأطراف أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، ورد ذلك عن أحمد وأبي داود، وقد قتلت حفصة جارية لها سحرتها، روى ذلك مالك في الموطأ.
كان تمريض المجروحين ومواساتهم والعناية بأمرهم من أهم الأمور التي كان يعيرها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اهتماما خاصا في غزواته، وقد اختار صلى اللّه عليه وسلم رفيدة الأسلمية لتقوم بالعمل في خيمة متنقلة يمكن اعتبارها أول مستشفى حربي متنقل عند المسلمين، وكانت تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضبعة من المسلمين، وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول لأصحابه حين أصيب سعد: (اجعلوه في خيمة رفيدة حتى أعوده من قريب). وقد حث الإسلام المرأة على التمريض وكان يطلق عليها الآسية لأنها تواسي المرضى والجرحى فتضمد الجراح وتجبر العظام وتقي من النزيف وتسقي الجرحى في الحروب بل وتقاتل إن لزم الأمر، فكان إسعاف الجرحى من اختصاص فضيلات النساء المسلمات، فكن يسرن إلى المعارك جنبا إلى جنب مع الرجال حاملات قرب الماء وإلى جانب كل منهن ما يحتاج إليه الجراح من اللفائف والجبائر ووسائل الإسعاف المتوفرة.
ففضلا عن رفيدة رضي اللّه عنها هذه كانت الربيع بنت معوذ تغزو مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكانت تسقي الجرحى وتخدمهم وترد القتلى والجرحى إلى المدينة، وأسهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم
الصفحة 4
63