كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)
ويعدل النبض وينشط النفس ويزيد سرعة دوران الدم الوريدي والمحيطي. الطهارة والاغتسال إذن فطرة فطر الإنسان عليها وأثبتت الدراسات أهميتها الطبية، وصدق اللّه تعالى القائل: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ويُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)، (البقرة: من الآية 222).
ومما سنه الإسلام الاستنجاء عقب التغوط والتبول بالماء الطاهر الذي يزيل عين النجاسة، والاستبراء من البول والتنزه منه، والنهي عن الاستنجاء بالروث والعظم والخرق الملقاة، كما بين أن استعمال اليد اليسرى لإزالة النجاسة أفضل لأنها غير المخصصة لتناول الطعام يكون أفضل وأنسب مع طهارة اليد اليمنى المخصصة للطعام والكتابة معا - إلا في حالة الأعسر فذلك استثناء - مع اشتراط غسلها أيضا بعد استخدامها للاستنجاء والاستبراء. أخرج البخاري (الوضوء 149) عن عبد اللّه بن أبي قتادة عن أبيه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إذا شرب أحدكم فلا يتنفّس في الإناء وإذا أتى الخلاء فلا يمسّ ذكره بيمينه ولا يتمسّح بيمينه) .. وأخرج ابن ماجة في سننه (الطهارة وسننها 306) قال عبد اللّه بن أبي قتادة أخبرني أبي أنّه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: (إذا بال أحدكم فلا يمسّ ذكره بيمينه ولا يستنج بيمينه) .. ومن وصايا النبي صلى اللّه عليه وسلم في النظافة:
أ - أخرج البخاري في سننه (كتاب الوضوء 232) وبإسناده قال: (لا يبولنّ أحدكم في الماء الدّائم الّذي لا يجري ثمّ يغتسل فيه). وأخرج الترمذي في الطهارة (63) عن أبي هريرة عن النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: (لا يبولنّ أحدكم في الماء الدّائم ثمّ يتوضّأ منه)، قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح. وقد أثبتت الدراسات أن ذلك يتسبب في أمراض كالبلهارزيا والملاريا وغيرها.
ب - أخرج البخاري في صحيحه (اللباس 5440) عن ابن عمر رضي اللّه عنهما أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (من الفطرة حلق العانة وتقليم الأظفار وقصّ الشّارب) .. وفي صحيح مسلم (الطهارة 379) عن أنس بن مالك رضي اللّه عنهما قال قال أنس وقّت لنا في قصّ الشّارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة .. وغني عن القول بأن كل تلك التوصيات أساسية في حماية الجسم من الجراثيم والقاذورات الموجودة على تلك المناطق إن هي أهملت.