كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)

د) التأثير المتبادل بين الخوف والكبر
: لقد أثبتت الأبحاث أن لدى الشيوخ الطبيعيين زيادة في إفراز (الأدرينالين adrenailne ). هذه الزيادة ليست نتيجة لوضع متوتر، إلا أنها تجعل الشيخ أكثر استعدادا للانفعال، فيصبح عرضة للإثارة السهلة. من ناحية أخرى فإن الخوف بحد ذاته يزيد من إفراز (الأدرينالين)، فيزداد (الكوليسترول cholestrol ) في الدم ويبدأ تصلب الشرايين وتظهر أعراض الشيخوخة. وهكذا فإن التوتر يعجل بالشيخوخة، والشيخوخة تزيد من فرص حدوث التوتر فتتشكل حلقة مفرغة يغذي بعضها بعضا باتجاه التصعيد. ويتعاون هذان العاملان معا (الخوف والكبر) على تثبيط إنتاج النطف.
وفي الخلاصة نقول إن هذه الأعراض المذكورة في السورة المباركة تحدث نتيجة لارتفاع هرموني الكورتيزون وآحادي الامين وكذلك لانخفاض هرمون الذكورة وهرمون التلوين. هذه الهرمونات الأربع وبتغيراتها المذكورة تؤثر سلبيا على عملية إنتاج الحيوانات المنوية، وإن كان وجود عامل واحد كافيا لتعطيل هذا الإنتاج فكيف إذا اجتمعت العوامل الأربعة معا وتحت تأثير تصاعدي متبادل لسببين هما الشيخوخة والخوف؟ ..
فهل بقي بعد ذلك شك بأن سيدنا زكريا عليه السلام كان في وضع يتعذر معه الإنجاب؟، وهل بقي شك أن هذه المعلومات التي نزلت في جزيرة صحراوية على لسان رجل أمي قبل أكثر من أربعة عشر قرنا هي من عند اللّه العليم الخبير؟ «1».
______________________________
(1) نقلا عن بحث (التناسق الهرموني في أوائل سورة مريم)، د. زهير رابح قرامي، مجلة الإعجاز، العدد الثالث 1996.

الصفحة 53