كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 9)
منّ اللّه تعالى بها على صحابة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في أثناء يوم أحد وهو اليوم الذي كان شديدا على المسلمين .. يقول تعالى مخاطبا المسلمين مذكرا إياهم بهذه النعمة:
ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ ولِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ ولِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ واللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (154)، (آل عمران) ... أسباب نزول الآية:
أخرج ابن راهويه، عن الزبير قال: «لقد رأيتني يوم أحد حين اشتد علينا الخوف، وأرسل علينا النوم، فما منا أحد إلا ذقنه في صدره، فو اللّه إني لأسمع كالحلم قول معتب بن قشير: «لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا». فحفظتها، فأنزل اللّه في ذلك: ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِ إلى قوله: واللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ».
وقصة النوم لأهل الكهف أشهر من أن تذكر في هذا المجال وقد ذكرنا قصتهم في كتاب التاريخ (الكتاب الأول) من هذه السلسلة، وذكرنا السبق القرآني لحالة الأذن والسمع في قصتهم في كتابنا هذا، وسنعرض إلى المعجزة الربانية في موضوع نومهم مع عدم إصابتهم بالأمراض خلال السنين ال 309 التي رقدوها في الكتاب الحادي عشر من السلسلة (كتاب الصيدلة والعلاج).
7 - مفاصل الإنسان
: يربط الشرع الشريف بين المادة والروح بشكل يجعل التناغم والتآلف هي السمة البالغة في جميع التشريعات التي جاء بها لسمو الروح من جهة ولمصلحة الناس في معاشهم وحياتهم في الدنيا من جهة أخرى ليصب ذلك كله في فوزهم بالآخرة وذلك هو الفوز المبين.
إذ كيف يمكن أن نفهم أن الإسلام عند ما صرّح وبشكل إعجازي أن عدد مفاصل العظام في ابن آدم هي 360 مفصلا وهو العدد الذي أقره الطب الحديث، جعل لهذه المفاصل ضريبة وفي كل يوم، هذه الضريبة هي عمل صالح للشخص أو للمجتمع .. اسمع يرحمك اللّه إلى قول نبي الرحمة صلى اللّه عليه وسلم وهو يعلمنا هذه العلاقة العجيبة: