كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 9)

قد كنت أمنح لومي قبل مهلكه ... من استكان لريب الدهر أو خشعا
حتى رمتني المنايا من مصيبته ... بنكبة رمت فيها الصبر فامتنعا
أخي ظعنت وخلفت المقيم على ... كر الليالي لما لاقيته تبعا
ماذا أضفت إلى الإحشاء من حرق ... لما استجبت لداعي الموت حين دعا
وما منحت قلوباً فيك موجعة ... كادت تقطع من غمر الأسى قطعا
أغريت بالعين إذ هيجت عبرتها ... دمعاً إذا هيجته حرقة دفعا
يا غيبة منه ما أرجو الإياب لها ... قرعت قلبي بها إذ بنت فانصدعا
كادت توافق بي حتفاً بلا أجل ... لما طوى يأسها من أوبك الطمعا
يا حبل عز أذود الحادثات به ... دبت عليه صروف الدهر فانقطعا
أصحى صدى الترب في لحد ثويت به ... من ماء وجهك بعد الصوب قد نقعا
آليت بعدك لا أبكي على بشر ... ولا أقول له عند العثار لعا
كتب صاحب أرمينية إلى المنصور: إن الجند قد شغبوا علي، وطلبوه أرزاقهم وكسروا أقفال بيت المال وانتبهوه، فعزله ووقع في جوابه: لو عدلت لم يشغبوا، ولو قويت لم يتوثبوا.
ووقع المنصور في رقعة رجل سأله شيئاً: آتاك الله سعة تصون عرضك وتقي دينك.

الصفحة 109