كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 9)

أصاب رجل رغيفين وعراقين فأكل رغيفاً وعراقاً، وأدركه بنوه وكانوا ثلاثة، وكلهم طلب ما بقي وذكر حاجته، فقال: ليصف كل واحد منكم كيف يأكله، فأيكم كان أعرف بأكله فهو أحق به، فقال الأول: أنا آكله حتى لا أدع فيه للذرة مقيلا، وقال الثاني: أنا آكله حتى يمر به المار فلا يدري أعظم العام هو أم عظم العام الأول، وقال الثالث، أما أنا فأجعل عظمه إداماً للحمه، فقال له: أنت صاحبه.
قال أعرابي: الجلل الذاهب عن المقدار صغراً أو كبرا.
شاعر يمدح الفضل بن يحيى:
مضى الفضل والإسلام واليأس والندى ... غداة غدا الفضل بن يحيى إلى الحفره
فصرن له في قبره مؤنساته ... كما كن أيام الحياة له حبره
وألبست الدنيا قتاماً لفقده ... وكانت بوجه الفضل ظاهرة النضره
فقل للذي يسعى ليدرك شأوه ... لقد رمت أمراً دونه تحسر القدره
يقال: خوت النجوم تخوية إذا انصبت لتغور.
لعتبة بن أبي لهب:
إنا أناس من سجيتنا ... صدق الكلام ورأينا حتم

الصفحة 140