كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 9)

وصيف قال: أصابتنا ريح ببغداد جاءت بما لم تأت به ريح قط حتى ظننا أنها تؤدي بنا إلى القيامة؛ قال: فجعلت أطلب المهدي خوفاً من أن يسقط عليه شيء، فألفيته ساجداً وهو يقول: اللهم احفظ فينا نبيك عليه السلام، ولا تشمت بنا أعداءنا من الأمم، وإن كنت يا رب أخذت العوام بذنبي فهذه ناصيتي بين يديك يا ارحم الراحمين مع الدعاء كثير حفظت هذا منه فلما أصبح تصدق بألف ألف درهم وأعتق مائة رقبة وأحج مائة رجل؛ قال: ففعل جلة قواده وبطانته والخيزران ومن أشبه هؤلاء في خاص مالهم كنحو ما فعل، فكان الناس بعد ذلك إذا ذكروا الخصب قالوا في أمثالهم: لأخصب من صبيحة ليلة الظلمة.
شاعر:
وما شيء أردت به اكتسابا ... بأجمع للمعيشة من بيان
ما خمسة في سبعة ... مع سبع ذلك في مايه
وكمثل ذلك إذا أضف ... ت إليه جزء ثمانيه
ما نصف ألف في القيا ... س وربع ألف لا ميه
ألقيت ربع ثلاثة ... منه فصح حسابيه
وضربت ما حصلته ... في نصف ثلث ثمانيه
فاتته صورة طبعه ... بكماله متواليه

الصفحة 151