كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 9)

قال أعرابي: الوجه المصون بالحياء، كالجوهر المكنون في الوعاء.
قال أعرابي: رونق صفحة الوجه عند الحياء، كفرند صفحة السيف عند الجلاء.
قال أعربي: ما المتبختر في وشي ردائه، بأحسن من المتقارب في قيد حيائه.
قال أعرابي: اشحذ بالعدل على الطاعة قلوب الأوداء، كما ترهف السيف لمقارعة الأعداء.
أنشد أحمد بن الطيب:
ولا تعجل على أحد بظلم ... فإن الظلم مرتعه وخيم
ولا تفحش وإن ملئت غيظاً ... على أحد فإن الفحش لوم
ولا تقطع أخاك لأجل ذنب ... فإن الذنب يغفره الكريم
وما قتل السفاهة مثل حلم ... يعود به على الجهل الحليم
إذا استودعت سراً فاكتمنه ... فخير زوامل السر الكتوم
قال أعرابي: فوت المعروف أيسر من مراس التسويف.
سمع أعرابي كلاماً فقال: هذا كلام لم يغتصب تعسفاً، ولم يقتضب تكلفاً.
قال أعرابي: الاستطالة عند النعمة طبع، وعند النكبة ضرع.

الصفحة 203