كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 9)

دعني أصل رحمي إن كنت قاطعها ... لابد للرحم الدنيا من الصلة
لولا العشائر ما رجيت عارفة ... ولا لحقت على الأيام من ترة
فاحفظ عشيرتك الأذنين إن لهم ... حقا يفرق بين الزوج والمرة
قومي بنو حمير والأسد أسرتهم ... وآل كندة والأحياء من علة
ثبت الحلوم فإن سلت حفائظهم ... سلو السيوف فأردوا كل ذي عنت
هم أثبت الناس أقداماً إذا بغتوا ... وقل ما تثبت الأقدام في البغت
كم نفسوا كرب مكروب وكم صبروا ... على الشدائد من لأواء فانجلت
كم عين ذي حول فقأت ناظرها ... وكم قطعت لأهل الغل من حمة
كم من عدو تحاماني وقد نشبت ... فيه المخالب يعدو عدو منفلت
لو عاش كبشا تميم ثمت استمعا ... شعري لماتا ومات الوغد ذو الرمة
وصار بالعدوة القصوى يؤرقه ... خوفي فبات وجاش القلب لم يبت
تقدمته بنات القلب طائرة ... خوفاً لضغم أبي شبلين منهرت
كالليث لو أزم الليث الهصور به ... ما غض طرفاً ولم يجزع ولم يصت
نفسي تنافسني في كل مكرمة ... إلى المعالي ولو خالفتها أبت
كم قد وطئت على أحشاء متعبة ... للنفس كانت طريق اللين والدعة
وكم زحمت طريق الموت معترضاً ... بالسيف صلتا فأداني إلى السعة
والجود يعلم أني منذ عاهدني ... ما خنته وقت ميسوري ومعسرتي
والضيف يعلم أني حين يطرقني ... ماضي الجنان على كفي ومقدرتي
أهوى هواه ويهوى ما أسر به ... ينال ما يشتهي والنفس ما اشتهت
ما يرحل الضيف عني غب ليلته ... إلا بزاد وتشييع ومعذرة
قال العواذل أودى المال قلت لهم ... ما بين أجر ألقاه ومحمدة

الصفحة 207