كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 9)

علينا ساعة من أعمارنا إلا ونحن نؤثر الدنيا على ما سواها، ثم ما نزداد لها إلا تحلياً، ولا تزداد عنا إلا تولياً.
قيل لأعرابي: ما خلفت لأهلك؟ قال: الحافظين، قيل: وما هما؟ قال: أعريهن فلا يبرحن، وأجيعهن فلا يمرحن.
وقال كعب بن جعيل:
مدحت قريشاً واصطفيت ابن خالدٍ ... وللخير آيات بها يتوسم
وكنت كمرتاد بمنقاره الثرى ... وصادف عين الماء إذا يترسم
غياث الجياع والمراضيع إ ن ... بمكة يوم ذو أهابي أيتم
فإن يسأل الله الشهور شهادةً ... ينبأ جمادى عنكم والمحرم
بأنكم من خير من وطئ بالحصى ... إذا طفق المعطي يضن ويسأم
قال ابن أبي بردة: غزا قوم الديلم فأسروا، وأسر الديلم شديد، قال: فاشتكى ابن ملك الديلم فقالت أمه: اذهبوا به إلى العرب لعل عندهم دواء، فجاءت به امرأة فقال لها رجل: هاتيه، فقال له رفيقه: أنشدك الله لا تعرضنا للهلكة، قال: هاتيه، فجعل يعوذه ويقول:

الصفحة 24